الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***
جَحَسَ في الشيء جَحْسًا: دَخَل فيه. وجَحَسَ جِلدَه: إذا كَدَحَه؛ مثل جَحَشَه- بالشين المعجمة -وروي أنَّ النبي- صلى الله عليه وسلّم- سَقَطَ عن فَرَسٍ فَجُحِسَ شِقُّهُ الأيمن. يُروى بالسين والشين جميعًا، والشين المعجمة أكثر. والجَحْسُ: القتل، قال: يومًا تراني في عِراكِ الجَحْسِ *** تَنبو بأجلال الأمور الرُّبسِ والجِحاس في القتال: مثل الجِحاش، قال الأصمعي: جاحَسْتُهُ وجاحَشْتُهُ: إذا زاحَمْتَ، وأنشد لأبي حِمَاس: إن عاش قاسى لك ما أقاسي *** من ضَرْبَيِ الهامات واختباسي والصَّقع في يوم الوغى الجِحاسِ *** ابن دريد: جَديس: قبيلة من العرب. وجديس أخو طَسْم: أمة من العرب العاربة بادُوا إلاّ ما يقال في قوم تفرَّقوا في قبائل العرب منهم، وأنشد: يا ليلةً ما ليلةُ العروسِ *** يا طَسْمُ ما لاقَيتِ من جَديسِ إحدى لياليكِ فهيسي هيسي *** لا تنعَمي الليلة بالتعريسِ أي أسرعي كيف شئت، فصار هذا الكلام مثلًا، قال: وهذا رَجَزٌ قديم لا يُعرَف قائله، قال: قوله "هيسي" يقال ذلك للرجل إذا خلا له الموضِعُ؛ وقال ذلك -أيضًا- للرجل إذا أسرع. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الرَّجَزُ يُروى لرجل من جَديس، والصحيح أنَّه لأبّاقٍ الدُّبِيريِّ. وقال ابن دريد: جَدَس -بالتحريك-: بطنُ من لخم. قال الصّغاني مؤلف هذا الكتاب: هكذا ذكره ابن دريد في هذا التركيب؛ وكذلك ذكره أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر المعروف بابن ماكُولي، وفي جمهرة النَّسَب لابن الكلبي بِخَط ابن عبدة النَّسّابة: حَدَسٌ -بالحاء المهملة المُحَقَّقَةِ-، وهو حَدَسُ بن أُرَيْشِ بن إراش بن جَزيلة بن لَخم واسمه مالك بن عَدِيَّ بن أشرس. وقال أبو عبيد: الجادِسَة: الأرض التي لم تُعمّر ولم تُحرَث، ومنه حديث مُعاذ بن جبل -رضي الله عنه-: من كانت له أرضٌ جادِسَة قد عُرِفَت له في الجاهلية حتى أسلم فهي لِرَبِّها. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب خ م ر. وقال ابن الأعرابي: الجَوادِس: البِقاع التي لم تُزرع، واحِدَتُها جادِس. وقال أبو عمرو: جَدَسَ الأثَرُ: إذا دَرَسَ. وقال بعضهم: الجادِس مثال الجاسِد، قال: وهو ما اشتدَّ من كل شيء. الجِرجِس والقِرقِس: البعوض الصغار: قال شٌرَيح بن جَوّاس الكَلبي: لَبيضٌ بِنَجدٍ لم يَبِتْنَ نَواظِرا *** لِزَرعٍ ولم يَدْرُج عليهِنَّ جِرْجِسُ أحَبُّ إلينا من سَوَاكِنِ قريةٍ *** مُثَجَّلَةٍ دأياتُها تتكدَّسُ والجِرْجِسُ في قول امرئ القيس مما قاله بأنقرة: وصيَّرَني القَرحُ في جُبَّةٍ *** تُخالُ لَبيسًا ولم تُلبَسِ ترى أثر القَرح في جلدِهِ *** كنَقشِ الخواتِمِ في الجِرْجِسِ الشَّمع، وقيل: الطين الذي يُختَم به. وجِرْجِيْسُ النبيُّ صلوات الله عليه. ابن دريد: الجَرْس: صوت خفي، يقال ما سَمِعتُ له جَرْسًا: أي ما سمعت له حِسًا إذا أفردوا فَتَحوا الجيم، وإذا قالوا: ما سَمِعتُ له حِسًّا ولا جِرْسًا؛ كَسَروا وأتبعوا اللفظَ اللفظَ. وقال ابن السكِّيت: الجَرْس والجِرْس: الصوت، ولم يفرِّق، قال العجّاج: يَنْفينَ بالزأرِ وأخذٍ همسِ *** عن باحةِ البطحاءِ كل جَرْسِ وقال الليث: الجَرْسُ: مصدر الصوت المجروس، والجِرْسُ -بالكسر-: الصوت نفسه، قال: أنا في المُخْدَعِ أُخفي جِرْسي *** قال: وتقولُ جَرَسْتُ الكلامَ: أي تكلَّمْتُ به. وجَرْسُ الحرف: نَعْمَةُ الصوت. والحروف الثلاثة الجُوْفُ: لا جُروسَ لها؛ أعني الواو والياء والألف اللينة، وسائر الحروف مجروسة. قال: وتَجرُسُ البقرةُ وَلَدَها جَرْسا: وهو لَحْسُها إيّاه. والجَرْس: أكل النحل الثَّمَر، والغابر يفعُل ويفعِل. ومنه حديث عائشة- رضي الله عنها- أنَّها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- يحبُّ العسل والحَلواء، وكان إذا انصَرَفَ من العصرِ دَخَلَ على نِسائه؛ فيدنو من إحداهُنَّ- في حديثٍ طويل- وفيه: جَرَسَت نَحْلُه الغرْفُطَ. وقد ذَكَرْتُ الحديث بتمامه في تركيب غ ف ر، قال أبو ذؤيب الهُذَلي: جَوَارِسُها تأري الشُّعوفَ دَوَائبا *** وتَنْصَبُّ ألْهابًا مَصِيفا كِرابُها إذا نَهَضَت فيه تَصَعَّدُ نَفْرَها *** كفِتْرِ الغِلاءِ مُستَدِرًّا صِيابُها يَظَلُّ على الثَّمراءِ منها جَوَارِسٌ *** مَراضيعُ صُهبُ الرَّيش زُغبٌ رِقابُها ويُروى: وتَنْقَضُّ ألهابًا مَضيقًا شِعابُها، والجوارِس: الذَّكور. ويقال: فلان مَجْرَسٌ لفلان: أي يأخذ منه ويأكل عنده، وأنشد: أنت لي مَجْرَسٌ إذا *** ما نَبَا كُلُّ مَجْرسِ وقال الأصمعي: كنتُ في مجلس شُعْبَة بن الحجّاج قال: فيسمعون جَرْشَ طَيْرِ الجنَّة -بالشين المُعجَمَة-، فقلت: جَرْسَ، فنظرَ إليَّ وقال: خُذوها عنه فإنَّه أعلم بها منّا. ومضى جَرْسٌ من الليل وجَرْشٌ وجَوْشٌ: أي طائفةٌ منه. وجَرَسْتُ بكلِمَةٍ: أي تكلَّمتُ بها. والجِرس -بالكسر-: الأصل. والجَرَس -بالتحريك-: الذي يعلّق في عنق البعير، والذي يضرب به أيضًا. قال ابن دريد: اشتقاقه من الجَرْسِ أي الصوت والحس. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تَصحَب الملائِكَةُ رُفقَةً فيها كَلْبٌ ولا جَرَسٌ». وجَرَس -أيضًا-: اسم كلب. وجَرَس بن لاطِم بن عثمان بن مُزَينَة. وجُرَيس -مصغَّرًا- هو عبد الرحمن وعَوف ابنا جُرَيس الجعفري: من أتباع التابعين. وقال ابن الأعرابي: الجاروس: الكثير الأكل. والجاوَرس: هذا الحَبُّ الذي يؤكَل؛ مثل الدُخن، وهو خير من الدُّخن في جميع أحواله، مُعَرَّبٌ كاوَرْسْ، وهو ثلاثة أصناف. وجاوَرْسَة: من قرى مَرو، بها قبر عبد الله بن بُرَيدَة بن الحُصَيب من التابعين، وكان قاضي مَرو، وأبوه بُرَيدَة بن الحُصَيب -رضي الله عنه- له صُحبَة. وجاوَرسان: من قرى الرَّي. وقال ابن عبّاد: الجَريسَة: كالحَريسَة؛ وهي ما يُسرَق من الغنم بالليل. وأجْرَسَ الطائر: إذا سَمِعتَ صوت مَرِّه، قال جندل بن المثنى الطُّهويّ: حتى إذا أجرَسَ كلُّ طائرِ *** وألجأ الكَلبَ إلى المآخِرِ تَمَيَّزَ الليلُ لأحوى جاشِرِ *** قامَتْ تُغَنْظي بك سِمْعَ الحاضِرِ وكذلك أجرَسَ الحَليُ: إذا سَمِعتَ جَرْسَهُ، قال العجّاج: تسمع للحَليِ إذا ما وَسْوَسا *** والْتَجَّ في أجيادِها وأجْرَسا زَفْزَفَةَ الريح الحَصَادَ اليَبَسا *** وأجرَسَ الحادي: إذا حدا الإبل، قال ذلك ابن السِّكِّيت، وأنشد: أجْرِسْ لها يا ابن أبي كِبَاشِ *** فما لها الليلةَ من إنفاشِ غَيرَ السُّرى وسائقٍ نَجّاشِ *** والرَّواية: رَوَّجْ بنا يا ابن أبي كِباشِ *** وقَضِّ من حاجِكَ في انكماش وارْفَعْ من الصُّهبِ التي تُماشي *** حتى تَؤوب مَطمَئنَّ الجاشِ فما لها الليلة من انْفاشِ *** غير العَصا والسائق النَّجّاشِ وقد أجرَسَني السَّبُعُ: إذا سَمِعَ جَرَسي؛ عن ابن السِّكِّيت. والتجريس: التحكيم والتجربة. والمُجَرَّسُ: الذي جَرَّسَتْهُ الأمور: أي جرَّبَته وأحكَمَته، وكذلك المُجَرِّس، قال العجّاج: والعَصْرِ قبل هذه العصورِ *** مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَريرِ بالرَّيم والرَّيمُ على المزجورِ *** وقال ابن عبّاد: جَرَّسَ بالقوم: أي سَمَّعَ بهم. وقال أبو تراب: اجْتَرَستُ واجْتَرَشْتُ: أي اكتسَبْتُ. وتجَّرَّسْتُ: أي تكلَّمْتُ. والتركيب يدلُّ على الصوت؛ وما بعد ذلك فمحمول عليه، وقد شَذَّ عن هذا التركيب الرجل المجرَّس ومضى جَرْسٌ من الليل. ابن فارس: الجِرفاس: الضخم. وقال غيره: الجِرفاس والجُرافِس: الضخم الشديد، والجَمَل العظيم. والجِرفاس والجُرَافِس: الأسد. فكأنَّه وَصِفَ بذلك لمصرعه الرِّجال والفرائِسَ، من قول ابن الأعرابي: جَرْفسته إذا صرعه، وأنشد: كأنَّ كبشًا ساجيسيًّا أدْبَسا *** بين صَبِيَّيَ لَحِيْهِ مُجَرْفَسا ويروى: "أغْبَسا خَلْفَ صَبِيَّيَ". ويجوز أن يكون مأخوذًا من جَرْفَسَهُ: إذا شدَّ وثاقه، لأنَّه إذا أخذ الفريسة فكأنّه أخذ وثاقه فلا تُفلِت منه. أو يكون مأخوذًا من جَرْفَسَ: إذا أكل أكلًا شديدًا، وكذلك الأسد، ولهذا قيل له الضَّيغم. وقال ابن فارس: هو منحوت من جَرَفَ ومن جَرَسَ: كأنَّه إذا أكل شيئًا وجَرَسَهُ جَرَفَه. الليث: الجِرْهاس: الجَسيم، وأنشد في صفة الأسد: يُكْنى وما حُوِّلَ من جْرهاسِ *** من فَرْسِهِ الأسدُ أبا فِراسَ وقال ابن دريد: الجِرهاس: الأسد الغليظ الشديد؛ مثل الجِرفاس. جَسَّه بِيَدِه: أي مَسَّه. والمَجَسَّة -بالفتح-: الموضع الذي يَجُسُّه الطبيب. وفي المَثَل: أفواهها مَجَاسُّها. لأن الإبل إذا أحسَنَتِ الأكل اكتفى الناظر بذلك في معرفة سِمَنِها من أن يَجُسَّها ويَضْبِثَها. ويُروى أحناكُها مجاسُّها، قال أبو زيد: إذا طَلَبَت كلًا جَسَّت برؤوسها وأحناكها، فإن وَجَدتَ مَرْتَعًا رمت برؤوسها فَرَتَعَت وإلاّ مَرّت، فالمَجاسُّ -على هذا- المواضع التي تجسًّ بها هي. يَضْرَبُ في الرواية الأولى في شواهد الأشياء الظاهرة التي تعرب عن بواطنها. والعرب تقول: فلان ضيَّق المَجَسَّة: إذا لم يكن واسع السَّرب ولم يكن رَحيب الصدر. ويقال: في مَجَسِّكَ ضِيْقٌ. وقال ابن عبّاد: الجَسُّ: جَسُّ النَّصِيِّ والصِّلِّيان حيث يخرج من الأرض على غير أرُومة. وجسَسْتُ الأخبار أجُسُّها جَسًّا: أي تَفَحَّصْتَ عنها. ومنه الجاسوس: وهو صاحب سِرِّ الشرِّ، والحاسوس والناموس: صاحب سرِّ الخير. وحُكِيَ عن الخليل: الجَواسُّ: الحَواسُّ. وقال ابن دريد: وقد يكون الجَسُّ بالعينِ؟ أيضًا-، يُقال جَسَّ الشَّخصُ بعينِه: إذا أحَدَّ النظر إليه ليَسْتَثْبِتَ، وأنشد: وفِتيَةٍ كالذئاب الطُّلْسِ قُلتُ لهم *** إنّي أرى شبحًا قد زال أو حالا فاعْصَوْصَبُوا ثمَّ جَسُّوه بأعيُنِهم *** ثم اخْتَفَوهُ وقَرْنُ الشَّمْسِ قد زالا قال: اختَفَوه: أظْهَروه، يقال خَفَيتُ الشيءَ: إذا أظهرتَه؛ واختفى -افتَعَل-: من ذلك. انتهى ما قاله ابن دريد. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكِتاب: الصَّوابَ "حَسُّوْه" بالحاء المهملة، يقال: حَسَّه وأحَسَّه، والبَيتان لعُبَيد بن أيوب العنبري، والرِّواية في البيت الثاني: فاهْزَوْزَعُوا ثمَّ حَسُّوهُ بأعيُنِهم *** ثمَّ اخْتَتَوْهُ بتاءين. اهْزَوْزَعُوا: أي تحرَّكوا وتنَبَّهوا حتى رأوه، واختَتَوه: أي أخذوه. والجَسيس: الجاسوس. وقال الليث: الجَسّاسّة: دابَّة تكون في جزائر البَحَر تَجُسُّ الأخبار فتأتي بها الدَّجّال. والجسّاس: الأسد الذي يؤثِّر في الفريسة ببراثِنِه فكأنَّه قد جَسَّها، ومنه قول مالك بن خالد الخُناعي؛ ويُروى لأبي ذؤيب الهُذَلي -أيضًا-؛ في صفةِ الأسد: صعب البديهة مَشبوب أظافِره *** مُواثِبٌ أهْرَتُ الشِّدْقَيْنِ جَسّاس ويُروى: نِبراس. وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السُّكَّري: جَسّاس: يَجُسُّ الأرض أي يَطَؤها. وجَسّاس بن قُطَيب أبو المقدام: راجِز. وجَسّاس بن مُرَّة بن ذهل بن شيبان: قاتل كُلَيب وائل. وعبد الرحمن بن جسّاس المِصري: من أتباع التابعين. وجِسَاس -بالكسر وتخفيف السين-: هو جِساس بن نُشْبة بن ربيع بن عمرو بن عبد الله بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تَيم الله بن عبد مناة بن أُدٍّ. وقال ابن دريد جِسَّ -بالكسر-: زَجرُ للبعير لا يتصرّف له فِعْل. وقوله تعالى: {ولا تَجَسَّسُوا} قال مجاهد: أي خُذوا ما ظَهَرَ ودَعُوا ما سَتَرَ الله عزَّ وجل. والتجسُّس: التَّفَحُّص عن بواطِن الأمور، وأكثر ما يقال ذلك في الشر. وقيل: التجسُّس: البحث عن العورات. واجْتَسَّت الإبل الكَلأَ: رَعَتْه بمَجَاسِّها. واجتَسَّ الشيء: أي جسَّه بيدِه. والتركيب يدل على تَعَرُّف الشيء بِمَسٍ لطيف. جِشْنِس -مثال دِفْنِس- الشين الأولى مُعجمة والثانية مهملة: هو أبو بكر محمد بن أحمد بن جِشْنِس؛ من أصحاب الحديث. الجَعْس: الرَّجيع، وهو موَلَّد. وقال ابن دريد: الجَعْسُ: الرَّجيع عند العامة، وليس كما تنسُبُه إليه، وإنما هو اسم الموضع الذي يقع فيه الجُعْموس. قال والرَّجيع بعينه: جُعْموس. وقال غيره: الميم فيه زائدة. وأنشد ابن دريد: أُقسِمُ بالله وبالشَّهر الأصَمّْ *** ما لك من شاءٍ تُرى ولا نَعَم إلاّ جَعاميسَكَ وَسْطَ المُسْتَحَمّْ *** والجُعسوس والجُعشوش -عن الأصمعي كلاهما-: القصير الدميم. وقال ابن السكِّيت: رجل جُعسوس وجُعشوش: وذلك إلى قَماءة وصِغَرٍ وقِلَّةٍ، يقال: هذا من جعاسيس الناس، قال: ولا يقال هذا بالشين. وقيل بالسين اللّئيم؛ وبالشين الدقيق الطويل. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم-: «أنّه بعث عثمان بن عفان؟ رضي الله عنه- رسولاُ إلى أهل مكة، فنزل على أبي سفيان بن حرب -رضي الله عنه- وبلَّغهُ رسالته، فقال أهل مكة لأبي سفيان: ما أتاك به ابن عَمِّكَ؟ قال: أتاني بِشَرِّ؛ سألني أن أُُخلِيَ مكَّةَ لجَعاسيس يَثْرِب». قال غلفاء واسمه مَعْدِيْ كَرِب؛ وقيل: سَلَمَةُ: ألا أبْلِغْ أبا حَنَشٍ رَسولًا *** فمالَكَ لا تجيءُ إلى الثَّوَابِ تَعَلَّم أنَّ خيرَ الناسِ حيًّا *** قَتِيلٌ بين أحجار الكُلاَبِ تَدَاعَت حولَه جُشَمُ بنُ بَكرٍ *** وأسلَمَهُ جَعَاسِيْسُ الرِّبابِ وقال ابن عبّاد: الجَعَاعيس -في لُغة هُذَيل-: النَّخلُ. والجُعْموسَة: ماءةٌ لِبَني ضَبينَة. ورجل جُعامِس: يضع جُعْموسة بِمَرَّةٍ واحدة. وجَعْمَسَ الرجل: إذا وَضعَ جُعْموسة بِمَرَّةٍ واحدة. وتجعَّسَ الرجل: إذا تعذَّرَ. والمتجَعّس: البذيء اللسان. والتركيب يدل على خساسة وحقارة ولؤم. ابن السكَّيت: الجُعبُس -بالضم- وزاد غيره: الجُعبوس: المائق. ابن عبّاد: الجَعَانِسُ: الجِعلان؛ قَلْبُ عجانِس. الجَفَاسة: الاتَّخام، وقد جَفِسَ -بالكسر- يَجْفَسُ جَفَاسة وجَفَسا. وقال ابن دريد: الجِفْسُ: لُغةٌ في الجِبْسِ وهو الضعيف القَدْم. وقال ابن عبّاد: الجِفْس والجَفِيس: اللئيم. وفي النوادر: رجلٌ جِفْسٌ وجَفِسٌ -مثال كِبْدٍ وكَبِدٍ-: أي ضخمٍ جاف. جَلَسَ الرجلُ يَجْلِسُ جُلوسًا أو مَجْلَساُ -بفتح اللام-. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: إيّاكُم والجلوس في الطُرُقات، قالوا يا رسول الله ما لنا من مجالِسِنا بُدٌ نتحدَّثُ فيها، فقال: فإذا أبيتُم إلا المجلِسَ فأعطوا الطريق حقّه، قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسول الله؟ قال: غضُّ البصر وكَفُّ الأذى ورَدُّ السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والجلوس يكون عن نوم أو اضطجاع، وإذا كان قائمًا كانت الحال التي يخالفها القُعود. والمَجْلِس -بكسر اللام- والمَجْلِسَة -عن الفرّاء- كالمكان والمكانة: موضع الجلوس. والمَجلِس -أيضًا-: أهل المَجلِس، كما يقال بجماعة المَقامة: أي أهل المَقامَة، قال مُهَلْهِل: نُبِّيتُ أنَّ النار بعدَكَ أُوقِدَت *** واسْتَبَّ بعدَكَ يا كُلَيْبُ المَجْلِسُ أي أهل المجلس. وكذلك الحديث: وانَّ مَجلِسَ بني عَوفٍ يَنظرون إليه. ورجلٌ جُلَسَة -مثال تُؤّدّةٍ-: أي كثير الجلوس. والجِلسَة -بالكسر-: الحالة التي يكون عليها الجالِس، يقال فلان حَسَن الجِلسَة. وفلان جِلْسي وجَليسي وخِدني وخَديني وحِبّي وحَبيبي وخِلّي وخَليلي. وهؤلاء جُلاّسُ الملك وجُلَساؤه. وقالت أم الهيثم: جَلَسَت الرَّخمَةُ: إذا جَثَمَت. والجَلْس -بالفتح-: الغَليظ من الأرض. ومنه جَمَلٌ جَلْسٌ وناقَةٌ جَلْسٌ: أي وثيق جسيم، قال العجّاج: كم قد حَسَرنا من عَلاةٍ عَنْسِ *** كَبْدَاءَ كالقوسِ وأُخرى جَلْسِ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنَّه أعطى بلال بن الحارث- رضي الله عنه- معادِنَ القَبَليَّة جَليسَها وغَوْرِيَّها». أي نَجدِيَّها؛ سُمِّيَ بذلك لارتفاعه، قال الشَّمّاخ يَصِفُ ناقته: وأضْحَتْ على ماء العُذَيبِ وعَينُها *** كَوَقْبِ الصَّفا جَلْسِيُّها قد تَغَوَّرا وجَلَسَ: إذا أتى نجدًا، قال مروان بن الحَكَم حين قَدِمَ الفرزدق المدينة -على ساكنيها السلام- مُستَجيرًا بسعيد بن العاص من زياد ابن أبيه؛ فقال: ترى الشُّمَّ الجَحاجِحَ من قُرَيشٍ *** إذا ما الأمرُ في الحَدَثانِ عالا قيامًا يَنظرونَ إلى سعيدٍ *** كأنَّهُم يَرَونَ به هِلالا قعودًا يا غلام، فقال: لا والله يا أبا عبد الملك إلاّ قيامًا فأغضب مروان، فلمّا وَلِيَ كَتَبَ للفرزدق كتابًا إلى واليْهِ بِضَرِيَّةَ أن يعاقبه إذا جاءه، وقال له: إني قد كتَبتُ لك بمائةِ دينار، فلم يَمْضِ خوفًا من أن يكون في الصَّحيفة ما يُكرَه، وعَلِمَ مروان أنَّه فَطَنَ لذلك فقال: قُل للفَرَزدَق والسَّفاهة كاسمها *** إن كنت تاركَ ما أمرتُكَ فاجلِسِ ودَعِ المدينَةَ إنها محروسةٌ *** واعْمِد لأَيلَةَ أو لِبَيْتِ المَقدِسِ وقال درّاج بن زُرْعَة الضِّبابي في امرأتِهِ أم سِرْياح: إذا أمُّ سِرياحَ غدت في ظعائنٍ *** جوالِسَ نجدٍ فاضت العينُ تَدمَعُ وقال مالك بن خالد الخُناعي: إذا ما جلسنا لا تزالُ تَرومُنا *** سُلَيمٌ لدى أطنابنا وهوازِنُ وقال العرجي واسمه عبد الله بن عُمَرَ بن عَمرو بن عثمان بن عفان: شِمالَ من غارَ به مُفرِعا *** وعن يمينِ الجالِسِ المُنْجِدِ وشَجَرَةُ جَلْسُ. وشُهدٌ جَلْسٌ: أي غليظ، ويقال: الجَلْس: البقيَّة من العسل تبقى في الإناء، قال الطِّرِماح يصِفُ طيب ريق امرأتِهِ: وما جَلْسُ أبكارٍ أطاعَ لِسَرْحِها *** جنى ثَمَرٍ بالوادِيَينِ وشَوْعُ وقال بعد أحد عشر بيتًا: بأطيَبَ من فِيها إذا ما تقلَّبَت *** من الليل وَسْنى والعُيُونُ هُجُوعُ وامرأة جَلْس: وهي التي تجلس في الفناء لا تبرح ويتحدث إليها، ويقال: هي الشريفة، قال حُمَيد بن ثَور الهلالي -رضي الله عنه- يَحكي قولَ امرأةٍ سمّاها عَمْرَة: أمّا لياليَ كُنتُ جاريَةً *** فَحُفِفْتُ بالرُّقباءِ والحَبْسِ حتى إذا ما البيت أبرزَني *** نُبِذَ الرجالُ بزولَةٍ جَلْسِ ويُروى: "إذا ما الخِدْرُ". وقال ابن عبّاد: الجَلْس: الغدير. والجَلْس: الوقت. والجَلْس: السهم الطويل. وقال غيره: الجَلْس: الخَمر. وجَبَلٌ جَلْس: عالٍ طويل، قال المُتَنَخِّل الهُذَلي يَصِفُ وعلًا: أدفى يَبيتُ على أقذافٍ شاهِقَةٍ *** جَلْسٍ يَزِلُّ بها الخُطّافُ والحَجَلُ وقال ابن الأعرابي: الجِلْس -بالكسر-: الفَدْمُ. وجِلْس بن عامر بن ربيعة بن تَدُوْل بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عُقبة ابن السَّكون. والجِلْسِيُّ: ما حوْلَ الحدَقة. والجُلاس بن سُوَيد بن الصّامت؛ والجُلاس بن عَمرو الكِندي- رضي الله عنهما-: لهما صحبة. وقال الليث: الجُلَّسان: مُعَرَّب كُلْشَان، قال الأعشى: لنا جُلَّسَانٌ عندها وبَنَفسَج *** وسِيسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوْشُ مُنَمْنَما وابنا جالِسٍ وسمير: طريقان يخالف كل واحد منهما صاحِبَه، قال: فإن تَكُ أشطانُ النّوى اختَلَفَتْ بنا *** كما اختَلَفَ ابنا جالِسٍ وسَمِيْرِ وأجلَستُه في المكان: مكَّنتُهُ من الجلوس. وجالَسْتُهُ: جَلَستُ معه. ومُجالِس: فرس كانَ لبَني عُقَيل، وقال أبو النَّدى: هو لبَني فُقَيم. وتجالَسوا في المجالِس: جَلَسَ بعضهم مع بعضٍ. والتركيب يدل على الارتفاع في الشيء. الجاموس: واحد من الجواميس، فارسيّ معرّب، وهو بالفارسية كاوْمِيْشْ، وقد تكلّمَت به العَرب، قال رُؤبة: لَيثٌ يَدُقَّ الأسدَ الهَموسا *** والأقْهَبَيْنِ الفيلَ والجاموسا وقال جرير: تدعوكَ تَيْمٌ وتَيْمٌ في قرى سبأٍ *** قد عضَّ أعناقَهُم جِلدُ الجواميسِ والأنثى: جاموسة، قال أبو الطوق الأعرابي في امرأتِهِ شَغْفَر: جاموسَةٌ وفيلَةٌ ووخَنْزَرُ *** وكُلُّهُنَّ في الجمال شَغْفَرُ وجُمُوْسُ الوَدَكِ: جُمُودُه. وقال ابن دريد: كان الأصمعي يقولُ: أكثر ما تستعمل العرب في الماء: جَمَدَ؛ وفي السَّمن وغيره: جَمَسِ، وكان يعيب على ذي الرُّمَّةِ قوله: نغار إذا ما الرّضوعُ أبدى عن البُرى *** ونَقْري سَدِيْفَ الشَّحْمِ والماءُ جامِسُ ويقول: لا يقال للماء إلاّ جامِد. وقال الدِّيْنَوَريُّ: الجامِس من النَّبات: ما ذَهَبَت غُضُوْضَتُه ورُطوبَتُهُ وجَسَأ، وجُمُوْسُه: صُمُوْلُه. وصخرة جامِسَة: إذا كانت قد لَزِمَت موضِعها وهي يابسة مُقشَعِرَّة، قال الفرزدق يَصِف القدور: ترى حوله المُعتَفينَ كأنَّهم *** على صَنَمٍ في الجاهليةِ عُكَّفُ قُعُودًا وخلفَ القاعدينَ سُطُورُهُم *** قيامٌ وأيديهم جُمُوسٌ ونُطَّفُ وسُئلَ ابن عمر -رضي الله عنهما- عن فأرةٍ وَقَعَت في سَمْنٍ فقال: إن كان مائعًا فالقِهِ كَلَّه، وإن كان جامِسًا فألقِ الفأرَةَ وما حولَها وكلُّ ما بَقِيَ. وقول عبد الملك بن عُمَير: وقال المَدَني: والله لَفُطْسٌ خُنْسٌ؛ بِزُبدٍ جَمْسٍ؛ يغيب فيها الضِّرْسُ؛ أطيب من هذا. قولُه: "جَمْس" أي جامِس، ويجوز أن يُروى: "جُمْس" بالضّم صفةً للتَّمر؛ جمع جُمسَة: وهي البُسرَة التي أرطب كُلُّها وهي صُلبَة لم تنهضم بَعْدُ. وقد ذُكِرَ الحديث بتمامه في تركيب ع ش ر. ويقال: مرَّت بنا جُمْسَة من الإبل: أي قطعة منها. وتقول العرب: إذا طَلَعَتِ العَقرَبُ جَمَسَ المُذَنِّبُ. وقال ابن دريد: الجُمْسَة: القطعة اليابسة من التمر، يقال: أتانا بِجُمسة: أي بقطعة. وقال ابن عبّاد: الجمْسَة -بالفتح-: النّار؛ بلغة هذيل. وقال الفرّاء: ليلة جُماسِيَّة -بالضم-: أي باردة يَجْمُسُ فيها الماء. وقال الدَّينَوري: الجماميس: جنس من الكَمأةِ؛ لم أسمع لها بواحدة، وأنشد الفَرّاء: وما أنا والعاوي وأكبر هَمِّه *** جماميسُ أرضٍ فوقهنَّ طُسُوْمُ والتركيب يدل على جمود الشيء. الليث: الجِنس: كلُّ ضربٍ من الشيء ومن الناس والطير ومن حدود النَّحوِ والعَروضِ والأشياء جُمْلَةً، والجَميع: الأجناس، وزاد ابن دريد: الجُنُوس. والجِنْسُ: أعمُّ من النوع. والإبل جِنسٌ من البهائِم العُجْمِ، فإذا واليتَ شيئًا من أسنان الإبل على حدة فقد صنَّفتها تصنيفا، كأنَّكَ جعلتَ بنات المَخاضِ منها صنفا، وبنات اللَّبون صِنفا، والحِقاق صِنفا، وكذلك الجِذاع والثَّنِيّ والرُّبَع. والحيوان أجناس: فالناس جنس، والإبل جنس، والبقر جنس والشّاء جنس. وقال ابن عبّاد: شيء جَنِيس: أي عريق في جنسِه. والجِنِّيس -مثال سكَّيت-: سمكة بين البياض والصُّفرة. وقال ابن الأعرابي: الجَنَس -بالتحريك-: جمود الماء. والتَّجْنِيْس -تفعيل-: من الجنس. ويقال: هذا يُجانِس هذا: أي يُشاكِلُه. وفُلان يُجانِس البهائمَ ولا يُجانِس الناس: إذا لم يكُن له تمييز ولا عقل. وقال ابن دريد: كان الأصمعي يدفع قول العامّة: هذا مُجانِس لهذا إذا كان من شكله، ويقول: ليس بعربيٍّ خالِص، يعني لفظَةَ الجِنسِ. وقال ابن فارس: أنا أقول إنَّ هذا غلطٌ على الأصمعيِّ، لأنَّه الذي وضَعَ كتاب الأجناس، وهو أوّل من جاء بهذا اللقب في اللغة. ويقال: جَنَسَتِ الرُّطبَة: إذا نَضِجَ كُلُّها. والتركيب يدلُّ على الضَّرْبِ من الشيء. الجَوْس: مصدَر قولِكَ: جاسُوا خلال الديار: أي تَخَلَّلوها فطلبوا ما فيها، كما يجوس الرَّجُلُ الأخبارَ أي يطلُبُها. وقوله تعالى: {فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيارِ} أي قَتَلوكُم بين بيوتكم فطافوا خلال الديار ينظُرُونَ هل بَقِيَ أحد لم يقتلوه. وقال ابن عَرَفة: أي فعاثوا وأفسدوا. وقال الأزهَري: أي فَوَطِئوا. وقال الزَّجّاج: الجَوْس: طِلِبُ الشيء باستِقصاءٍ. وقال الأصمعيُّ: يقال تركْتُ بَني فلان يَجوسونَ بَني فُلان: أي يَدوسونهم ويَطَؤونَهُم ويَطلبُون فيهم. وأنشد ابن الأعرابي: نَجوسُ عِمارَةً ونَكُفُّ أخرى *** لنا حتى يُجاوِزَها دَليلُ وقال أبو عُبَيد: كلُّ موضِعٍ خالَطْتَهُ ووَطِئتَهُ فقد جُسْتَه وحُسْتَه. وقال الليث: الجَوْس والجَوَسان: التردُّد خلال الدُّورِ والبيوت في الغارَةِ. وقال غيره: الجَوَسَان: الطَّوَفان باللّيل. والجَوّاس -بالفتح والتشديد-: الأسد الذي يتخلل القوم فيعيث فيهم، وقد جاسَهُم الأسد يجوسُهم جَوْسًا وجَوَسانًا: إذا فعل ذلك، قال رُؤبة: أشجَعُ خَوّاضُ غِيَاضٍ جَوّاس *** في نَمِراتِ لِبْدُهُنَّ أحْلاسْ عادَتُهُ خَبْطٌ وعَضٌ هَمّاسْ *** ومَنِ اسمه جَوَّاس من الشعراء: جَوَّاس بن القعطل بن سُوَيد بن الحارث ابن حِصْن بن ضمضم بن عَدي بن جَنَاب الكَلْبي. وجَوّاس بن قُطبَة أحّد بني الأحب بن حُنّ، وحُنُّ: هي بِنْتُ عُذرَة، وهم رَهْطُ بُثَينَة صاحِبَة جميل. وجَوَّاس بن حيَّان بن عبد الله بن مُنازِل الأزديّ؛ أزْدُ عُمَانَ. وجَوّاس بن نُعَيم؛ أحد بني حُرْثان بن ثَعْلَبَة بن ذؤيْب بن السِّيْدِ؛ الضَّبِّيُّ. وجَوّاس بن نُعَيم؛ أحد بني الهُجَيم بن عمرو بن تَميم، ويُعرَف بابن أُمِّ نهار، وأُمُّ نهار: أُمُّ أبيه، وبها يُعرَف هو وأبوه. وضَمضَم بن جَوْس: من التابعين. والجُوْس -بالضم-: إتْباع الجُوْع، يقال: جوعًا له وجُوسًا له. وجُوسِيَة: قرية بينها وبين حِمْص للقاصِد إلى دمشق سِتَّةُ فراسِخ بين جبل لبنان وجبل سَنِير. والاجْتِيَاسُ: الجَوْس. والتركيب يدل على تَخَلُّلِ الشيءِ. جُهَيس -مصغَّرًا-، وهو جُهَيس بن أوس النَّخَعِيُّ -رضي الله عنه-: قَدِمَ على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في نَفَرٍ من أصحابه فقال: يا نبيَ الله؛ إنّا حَيٌّ من مَذْحِج، عُبابُ سالِفِها ولُبابُ شَرَفِها. قال الصَّغَّاني مؤلف هذا الكتاب: هكذا ذَكَرَه أبو سُلَيمان حَمْدُ بن محمد الخطّابي في غريب الحديث من تأليفِه وجارُ الله العلاّمة الزَمَخْشَريُّ؟ رحمه الله- في كتابه الفائِق الذي هو بِخَطِّه، ورأيتُ في كتاب جمهَرَة النَسَب لابن الكَلْبي في نَسَب النَّخَعَ بِخَطِّ ابن عَبَدَةَ النَّسّابَةِ: منهم الأرقم وهو جُهَيش بن يَزيد بن مالك بن عبد الله بن الحارِث بن بشِر بن ياسِر بن جُشَم بن مالِك بن بَكِر؛ الوافِد على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ مضبوطًا بالشين المُعجَمَة، وفيها "ابن يَزِيْد" بَدَلَ "أوْسٍ" كما ذَكَرْتُ. وقد ذُكِرَ تمام الحديث في تركيب س ر د ح. الأزهري: جَيْسَان: اسم. وقال الدَّيْنَوَريُّ: الجَيْسُوَانُ: جِنسٌ من النخل، واحِدَتُه: جَيْسُوَانَة، لها بُسْرٌ جَيَّد، وأصلُه فارِسيٌّ. قال الصغَّاني مؤلِّف هذا الكتاب: هو بالفارِسيَّة كِيْسُوَان ومعناه الذَّوائبُ. الحَبْسُ: ضِدُّ النَّخلِيَة، يقال: حَبَسْتُه أحْبِسُه حَبْسًا ومَحْبَسًا -بفتح الباء-. والحَبْس -أيضًا-: الشجاعة. والحَبْسُ -بالفتح؛ ويقال: بالكسر-: موضِعٌ، وقيل: جَبَلٌ، وبالوجهين يُروى قول الحارِث بن حِلزَة اليَشكُري: لِمن الدِّيارُ عَفَوْنَ بالحبْسِ *** آياتُها كمَهَارِقِ الفُرْسِ وكذلك بالوجهين يُروى قول بِشر بن أبي خازم الأسدي: وأصعَدَتِ الرِّبابُ فليسَ منها *** بصَاراتٍ ولا بالحبْسِ نارُ وقال أبو عمرو: الحَبْسُ: الجبل العظيم، وأنشد: كأنَّه حَبْسُ بِلَيلٍ مُظْلِمُ *** جَلّلَ عِطْفَيْهِ سَحابٌ مُرْهِمُ عَجَنَّسٌ عُرَاهِمُ عَجَمْجَمُ *** قال ثعلب: وقد يكون الجبل حَبْسًا: أي أسْوَدَ؛ وتكون فيه بقعة بيضاء. وكلأٌ حابِس: إذا كان غامِرًا لا تتجاوزه راعية لاخضراره. وحابِس بن سعد الطائي، وحابِس أبو حيّضة التَّميمي، والأقرع بن حابِس بن عقال الدّارِميُّ -رضي الله عنهم-: لهم صحبة، وكان الأقرع عالِم العَرَب في زمانه، قال عمرو بن الخُثارِم البَجَلِيُّ: يا أقرع بن حابِسَ يا أقرع *** إنّي أخوكَ فانُظرًا ما تَصْنَع إنّك إن يُصرَعُ أخوك تُصرَع *** والحُبْسَة- بالضم-: الاسم من الإحتباس، يقال: الصمت حُبْسَة. وقال المُبَرَّد: الحُبسَة: تعذُّر الكلام عند إرادته، والعُقلَة: التواء اللسان عند إرادة الكلام. وحَبَسْتُ فَرَسًا في سبيل الله؛ فهو محبوس وحبيس. وحَبيسٌ: موضِع بالرّقَّة فيه قبور قوم ممن شَهِدَ صِفِّين مع علّيٍ؟ رضي الله عنهم-. وذاةُ حَبيسٍ: موضع بمكَّة -حرسها الله تعالى- وهناك الجبل الأسود الذي يقال له: أظلم. وفي النوادر: جعلني فلان رَبيطَة لكذا وحَبيسَة: أي يَذهَب فيفعل الشيء وأُوخَذُ به. والحِبسُ -بالكسر-: خَشَبَة أو حجارة تُبنى في مجرى الماء لِتَحبِسَ الماء فيشرب القوم ويَسْقوا أموالَهم، قال: فَشِمْتُ فيها كَعَمودِ الحِبْسِ وقال أبو عمرو: الحِبْسُ: مثل المَصْنَعَة، وجمعُه أحْباس، يُجعَل للماء. والحِبْسُ: الماء المستنقِع. وقال ابن عبّاد: الحِبْسُ: الماء المجموع لا مادة له. وقال ابن الأعرابي: الحِبْس: حجارة تكون في فُوَّهَة النهر تمنع طُغيان الماء. وقال العامري: الحِبْس: صِنعٌ يصنع للماء ويُدسُّ عَمود في شِعْبِه، قال: وقد يقال بالفتح. وقال الليث: حَبَسْتُ الفِراشَ بالمِحبَسِ: وهو المِقرَمَة. وكذلك الحِبْسُ عن غَيره: للثوب الذي يُطرَح على ظهر الفراش للنَّوم. والحِبْس- أيضًا-: نِطاق الهَودَج. والحِبْس: سِوار من فِضَّة يٌجعل في وَسَطِ القِرام، وهو سِتر يُجمَع به ليضيء البيت. وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أبا عبيدة بن الجرّاح- رضي الله عنه- يوم الفتحِ على الحُبُسِ -بضمَّتين- أو الحُبَّسِ -مثال رُكَّعٍ- أو الحُسَّرِ. وهم الرَّجَّالة عن القُتْبيّ قال: سُمُّوا بذلك لِتَحَبُّسِهِم عن الرُّكبانِ وتأخَّرهم، قال: وأحسِب الواحد حبيسًا، فَعيلٌ بمعنى مفعولٍ، ويجوز أن يكون واحِدُهُم حابِسًا؛ كأنَّهُ يحبِسُ من يسير من الرُّكبان بمَسيرِه. وفي حديث شُرَيح بن الحارث: جاء محمد -صلى الله عليه وسلّم- بإطلاقِ الحُبُسِ. هي جَمْعُ حَبيسٍ، أراد ما كان أهل الجاهلية يحبِسونها من ظهور الحوامي والسوائِب والبَحائِر وما أشبهها، فنزل القرآن بإحلال ما حرَّموا منها فذلك إطلاقُها. والحُبُسُ -في غير هذا-: كلُّ شيء وَقَفَه صاحبُه وّقفًا مؤبَّدًا من نخلٍ وكرم، يَحبِس أصله ويُسَبِّلُ غَلَّتَه. ومن ذلك ما رُوِيَ أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلَّم- ندب الناس إلى الصدقة، فقيل له: قد مَنَعَ أبو جَهَم وخالِد بن الوليد والعبّاس، فقال: أمّا أبو جَهْم فلم يَنتَقِم منّا إلاّ أنْ أغْناهُ الله ورسوله من فضلِه، وأمّا خالد بن الوليد فإن الناس يظلِمونَ خالدًا؛ إنَّ خالدًا قد جعل رَقيقَه وأمواله وأعْتُدَهُ حُبُسًا في سبيل الله، وأما العبّاس فإنَّها عليه ومثلُها مَعَها. المعنى: أنّه كان أخَّرَ عنهُ الصدقة عامين، وليس وجهُ ذلك إلاّ أن تكون حاجَةٌ بالعبّاس -رضي الله عنه- إليها. والأعتُدُ: جمع العتاد؛ وهو ما يُعِدُّه الإنسان من آلةِ الحرب. والحبائسُ: الإبل التي كانت تُحبَسُ عند البيوت لكرمها، قال ذو الرمّة يصِفُ فَحلًا: سِبَحْلًا أبا شَرْخَيْنِ أحيا بناتِهِ *** مَقَاليتُها فهيَ اللُّبابُ الحَبَائسُ وحُبسانُ -مثال عُثمان-: ماءٌ غربيَّ طريق الحاج من الكوفة. وأحْبَسْتُ فَرَسًا في سبيل الله: أي وقَفتُ؛ فهو مُحبَس وحَبيس. قال ابن دُرَيد: وهذا أحدُ ما جاء على فَعيل من أفعَل. وحبَّستُ الفِراشَ بالمِحْبَسِ تَحْبيسًا: أي سَتَرتُه به، مِثْلُ حَبَسْتُهُ حَبْسًا. وتَحبيس الشيء: ألاّ يورَثَ ولا يُبَاع ولا يوهَبَ، لكن يُتْرَك أصلَهَ ويُجعَل ثَمَرُهُ في سبيل الله. واحتَبَسَ الشيء، مثل حَبَسَهُ، واحْتَبَسَ -أيضًا- بنَفْسِه، يتعدّى ولا يتعدّى. وتحبَّسَ على كذا: أي حَبَسَ نفسه على ذلك. وحابَسَ الرجل صاحِبَه، قال العجّاج: إذا الولوعُ بالوَلُوعِ لَبَّسا *** حَتْفَ الحمامِ والنُّحوسِ النُّحَّا وحابَسَ الناسُ الأمورَ الحُبَّسا *** وجَدْتَنا أعزَّ مَنْ تَنَفَّسا الليث: الحَبَرْقَس: الضئيل من الحُملانِ والبِكارَة. ابن عبّاد: الحَبَلْبَس: الذي يقيم بالمكان لا يَبرَحُه. وأنشد أبو عمرو: سَيَعلَمُ مَنْ ينوي جلائي أنَّني *** أرِيْبٌ بأكناف النَّضيضِ حَبَلْبَسُ الحَدْس: الظّن والتخمين والتّوهُّم في معاني الكلام والأمور. وقال ابن دريد: حَدَسَ يَحْدُسُ ويَحْدِسُ، قال الحارث بن حلزة اليشكري يذكُرُ الدِّيارَ: فوَقَفتُ فيها الرَّكبَ أحْدِسُ في *** كُلِّ الأمور وكُنتُ ذا حّدْسٍ هذه رواية المُفَضَّل بن محمد الضَّبِّي. ورواية ابن دريد في الجَمهَرة: "فيها العَنْسُ أحْدِسُ في بعض الأمور". وقال: وحَدَسْتُ بالرجل أحدِس به حَدْسًا: إذا صَرَعْتَه، قال عمرو بن مَعْدي كَرِب -رضي الله عنه- يَذكُر الديار: تَبَدَّلَ أُدْمانَ الظِّباءِ وحَيْرَما *** فأصبَحتُ في أطلالها اليومَ حابِسا بِمُعتَرَكٍ شَطَّ الحُبَيّا تَرى بِهِ *** من القَومِ مَحْدوسًا وآخَرَ حادِسا ويُروى: "ضَنْكُ الحُمَيّا". وقال آخَر: دَلوَكَ إنَي مُمْسِكٌ دَلاتي *** وحادِسُ العَبْدِ بِجَندَلاتي وقال يعقوب: أصْل الحَدْسِ في اللغة: القصد بأيِّ شيء كان؛ ظنًا أو رَمُيًا أو ضَرْبًا، يقال حَدَسْتُ به الأرض: أي ضَرَبْتُ به الأرض. وحَدَسْتُ الشيء برِجلي: أي وَطِئتُه. وحَدَسْتُه بسهمٍ أو بِحَجَرٍ: رَمَيتُه به. وقال أبو نَصْر: الحَدْس: الأثر، يقال رأيتُ حَدْسَ البَعير: إذا رأيتَ أثَرَه. وقال الليث: الحَدْسُ في السير: سُرعَةٌ ومُضِيٌّ على طريقَةٍ مَستَمِرَّة، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان: حتى احتَضَرنا بعد سيرٍ حّدْسِ *** إمامَ رغسٍ في نِصابِ رَغْسِ وقال ابن دريد: حَدَسْت في سَبَلَةِ البعير: إذا وَجَأتَلَبَّتَه. والحَدسُ -أيضًا-: الذبح. وقال اللَّحياني: حَدَسْتُ الشاةَ حَدْسًَا: إذا أضجًعْتَها لِتَذْبَحَها، قال: ومنه المثل: حَدَسَ لهم بِمُطفِئَةِ الرَّضْفِ. ومعناه: ذبح لهم شاةٍ مهزولة تُطفئ النار ولا تنضَج، وقيل: تُطفئ الرَّضفَ من سِمَنِها. ويقال: حَدَسَ يَحدِسُ: إذا جادَ، والمعنى: جادَ لهم بكذا. ورَوى أبو زيد: حَدَسَهُم بمُطفِئةِ الرَّضْفِ. وقال القُتَبيُّ: ومما أودعته العرب من أسجاعها في طلوع نجمٍ نجمٍ من الدلائل على الحوادث قولهُم: إذا أمْسَتِ الثُّرَيّا قِمَّ الرأسِ ففي الدارِ فاخْنِسْ؛ وانْهَس. قولُه: "عُظَماهُنَّ فاحْدِسْ" أي تخيَّر عُظمى الإبل للنَّحر، وقولُهُم فاحْدِسْ هاهُنا مِنْ حَدَسْتُه أي تَوَهَّمْتُه؛ كأنّه يريد: تَخَيَّرْ بِوَهمِك عُظْماهُنَّ، ويجوز أن يكون الحَدْسُ هاهُنا الإضجاع والصَّرْع؛ أي التي هي عُظْماهُنَّ عَرْقِبْها حتّى تسقط إلى الأرض. وقال أبو زيد: حَدَسْتُ الناقة وحَدَسْتُ بالناقة -متعديًا وغير مُتعدٍّ- أحْدِسُها وأحْدِس بها: إذا أنَخْتَها. وقال ابن أرقَمَ الكوفي: حَدَسٌ -بالتحريك-: قومُ كانوا على عهد سليمان بن داود -صلوات الله عليهما-، وكانوا يَعنفون على البغال، فإذا ذُكِروا نَفَرَتِ البِغال خوفًا لما كانت لقِيَت منهم. وهذا يقوّي قول من قال حَدَسْ في زَجْرِ البغل؛ مكان عَدَس. وقال ابن دريد: بنو حَدَسٍ: بَطْنٌ عظيم من العرب. ووَكيع بن حُدْس -بضمّتين-: من التابعين، قال يَزيد بن هارون وأحمد بن محمد بن حنبل، وقال غيرهما: عُدُسٌ. وقال ابن السكَّيت: يقال بَلَغَت به الحِداس -بالكسر-: أي الغاية التي يُجرى إليها ويُعدى، ولا تَقُل الإداسَ. والمَحْدِسُ: المَطْلَبُ، قال: أُهدي ثناءً من بَعيدِ المَحْدِسِ وقال أبو زيد: تَحَدَّسْتُ الأخبار وعن الأخبارِ: إذا تَخَبَّرْتَ عنها وأرَدْتَ أنْ تَعْلَمَها من حيث لا يُعْلَمُ بك. والتَّركيب يدلُّ على الرمي والسُّرعة وما أشْبَهَهُما. حَرَسْتُ الشيء أحرُسُه حَرْسًا وحِرَاسَة، والجمع: حَرَسٌ -بالتحريك- وأحْراسٌ وحُرّاسٌ، قال الله تعالى: {مُلِئتْ حَرَسًا شَدِيدًا وشُهُبا}، وقال امرؤ القيس: تجاوزْتُ أحْراسًا إليها ومعشرا *** عَلَيَّ حِراصًا لو يُشِرُّونَ مقتَلي والحَرَسُ -أيضًا-: حَرَسُ السلطان، وهم الحرّاس، الواحِد حَرَسِيُّ، ومنه قول الحجّاج: يا حَرَسِيُّ اضْرِبا عُنُقَه، لأنّه صارَ اسم جِنْسٍ فَنُسِبَ إليه، ولا تَقُل حارِسٌ إلاّ أن تَذْهَبَ به إلى معنى الحِراسَة دون الجنس. والحَرْس: الدَّهرُ، قال: في نِعمَةٍ عِشنا بِذاكَ حَرْسا ويُجمع على أحرُس، قال امرؤ القيس: لِمَن طَلَلٌ دائِرٌ آيُهُ *** تَقَادَمَ في سالِفِ الأحرُسِ والحَرَسان: جَبَلان، يقال لأحدِهما: حَرْسُ قَسًا؛ في بلاد بني عامر بن صعصعة، قال زهير بن أبي سُلمى: هُم ضًرَبوا عن فَرْجِها بِكتيبَةٍ *** كبيضاءِ حَرْسٍ في طوائِفِها الرَّجُلُ بيضاؤه: شِمراخٌ منه. وحَرَسَ الرّجُلُ يحرِسُ -بالكسر- حَرْسًا: إذا سَرَقَ، والمسروق: حَريسَة. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا قَطْعَ في حَريْسَةِ الجبل، لأنه ليس بموضع حِرزٍ وإن حُرِسَ». وفي حديث آخر: «أنّه سُئِلَ عن حَريسَةِ الجبل فقال: فيها غُرْمُ مِثْلِها وجَلَداتٌ نَكالا، فإذا آواها المُرَاحُ فَفِيها القَطْعُ». والحَرائسُ: جمع الحَريسة، قال: لنا حُلَمَاءُ لا يَسُبُّ غُلامُنا *** غَريبًا ولا يُؤوى إلينا الحَرائِسُ ويقال: حَرَسَني شاةً: أي سرقني. وحَرِيس: في نَسَبِ الأنصار. وقال أبو سعيد: سَمِعْتُ العرب تقول: فلان يأكل الحَرَسات، كما يُقال: يأكل السَّرِقات. والحَريسَة: جِدار من حِجارَةٍ يُعمَلُ للغَنَمِ. وحَرَسَةُ الجبل: لغةٌ في حَرِيْسَتِه. وجَرَاد مَحْسوس: مَسَّتْهُ النار حتى قتَلتَه، من الحَسِّ وهو القتل. ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: أنَّه أُتِيَ بِجَرادٍ محسوس فأكله. وقال حسَّان بن أنس: كنتُ عند ابن أختٍ لعائشة -رضي الله عنها- فَبَعَثَت إليه بِجَرادٍ محسوس. والحاسوس: الذي يَتَحَسّس الأخبارَ؛ مثل الجاسوس، وقيل: الحاسوس في الخير والجاسوس في الشر. وقال ابن الأعرابي: الحاسوس: المشؤمُ من الرجال. ويقال: سَنَةٌ حاسوس وحَسوسٌ: إذا كانت شديدة قليلة الخير، قاله أبو عُبَيدَة وأنشد لرُؤبَةَ: فَتىً يُجَلّي المَحْلَ والبَئيسا *** بِمُسْفِراتٍ يَكشِفُ النُّحوسا إذا شَكَونا سَنَةً حَسُوسا *** تأكُلُ بعد الأخضَرِ اليَبيسا ويروى: تَشَكَّوْا. والمَحَسَّة والمَحَشَّة: الدُّبُرُ. والحَوَاسُّ: المشاعِرُ الخَمْسُ؛ وهي السَّمع والبصر والشَّم والذَّوق واللَّمس، الواحدة: حاسَّة. ويقال -أيضًا-: أصابَتْهم حاسَّة؛ وذلك إذا أضَرَّ البّرْد أو غيره بالكلأ. وحواسُّ الأرض خَمسٌ: البَرْدُ والبَرَدُ والرِّيح والجَرَاد والمَوَاشي. وحَسَسْتُ له أحِسُّ -بالكسر-: أي رَقَقْتُ له، قال الكُمَيت: هل مَنْ بكى الدارَ راجٍ أن تَحِسَّ له *** أو يَبكي الدار ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ وقال أبو الجرّاح العُقَيْلي: ما رأيتُ عُقَيليًا إلاّ حَسَسْتُ له، وحَسِسْتُ له -بالكسر- أيضًا، لُغةٌ حكاها يعقوب. ومنه قولهم: إنَّ العامريَّ لَيَحِسُّ للسَّعديِّ؛ لِما يقال بينهما من الرَّحمِ، والمصدر الحِسُّ -بالكسر-، قال القطاميُّ: أخوكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نفسُهُ *** وتَرْفَضُّ عند المُحفِظاتِ الكَتاَئفٌ وقال إبراهيم الحربيّ -رحمه الله- في غريب الحديث من تأليفه: المصدر الحَسُّ، والاسم الحِسُّ. وحَسَسْتُ الشيء: أي أحسَسْتُه. ومنه الحديث: أنَّ أعرابيًا جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلّم- فأعجَبَهُ جَلَدَهُ؛ فقال: متى حَسَسْتَ أُمَّ مِلْدَمِ؟ قال: وأيُّ شيءٍ أُمَّ مِلْدَمِ؟ قال: الحُمّى سَخْنَةٌ تكون بين الجِلْدِ واللَّحمِ، قال: ما لي بها عهد، فقال: من سَرَّهُ أن ينظُرَ إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه. وقال عُبَيد بن أيّوب العنبري: وفِتيَةٌ كالذئابِ الطُّلْسِ قلتُ لهم *** إني أرى شبحًا قد لاح أو حالا فاهزَوزَعوا ثمَّ حَسُّوه بأعينهم *** ثم اختَتَوهُ وقرنُ الشمسِ قد مالا اهزَوزَعوا: تحرَّكوا وتنبَّهوا حتى رأوه. واخْتَتَوه: أخذوه، ورواه ابن دريد بالجيم، وهو تَصحيف. ويقال -أيضًا-: حَسِسْتُ بالخبَرِ -بكسر السين-: أي أيقَنْتُ به. وربما قالوا: حَسِيْتُ به، يُبْدِلونَ من الَّينِ ياءً، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائيّ يصف الأسد: خلا أنَّ العِتاقَ من المطايا *** حَسينٌ به فَهُنَّ إليه شُوْسُ وحَسَسْتُ اللَّحْمَ: إذا جعلته على الجَمْرِ. وحَسَسْتُ النار: ردَدْتُها بالعصا على خبز المَلَّة أو الشواءِ من نواحيه ليَنْضَج، ومن كلامهم: قالت الخبزةُ: لولا الحَسُّ ما بالَيْتُ بالدَّسِّ. ويقال: بات فلان بِحَسَّةِ سَوْءٍ: أي بحالة سوء. وحَسّان: من الأعلام، إن جَعَلْتَه فعلان من الحَسِّ لم تُجْرِه؛ وصَغَّرْتَه حُسَيْسَان، وإن جعلتَهُ فَعّالًا من الحُسْن أجْرَيْتَه؛ وصغَّرْتَه حُسَيْسِيْنًا؛ لأن النون حينئذ تكون أصلية. وحَسّان: قرية بين واسط ودَيْر العاقول، وتُعرَف بقَريَة حَسّان وقريَة أُمُّ حَسّان. والحَسّانيّات: مياه بالبادية. والحِسُّ -بالكسر-: الصوت. والحِسُّ -أيضًا-: وَجَعٌ يأخذ النُّفَساء بعد الولادة. وقال جراد بن طارق: أقبَلْتُ مع عمر -رضي الله عنه- على امرأةٍ قد ولدت، فَدَعا لها بِسَويق فقال: اشربي؛ هذا يقطع الحِسَّ ويُدِرُّ العُرُوقَ. ويقال: ألْحِق الحِسَّ بالإسِّ: أي الشيءَ بالشيءِ؛ أي إذا جاءك شيء من ناحية فافعل مثله. والحَسْحاس: السيف المُبِيْرُ. والحَسْحاس: الرجل الجَواد، قال: محبَّةُ الأبرامِ للحَسْحاس. وقال ابن فارس: يقال للذي يَطرد الجوع بسخائه: حَسْحاس، قال: واذكر حُسَينًا في النَّفيرِ وقبلَه *** حَسَنًا وعُتْبَةَ ذا الندى الحَسْحاسا والحَسْحاس: من الأعلام. وبنو الحَسْحاس: قوم من العرب. والحُساسُ -بالضم-: الهِفُّ؛ وهو سمك صغار يجفف. وأمّا قوله: رُبَّ شريبٍ لك في حُساسِ *** ليس بِريّان ولا مُواس عطشان يمشي مِشيَةَ النِفاس *** شِرابُهُ كالحَزِّ بالمواسي ويروى: "أقعَسَ يمشي": فيقال: هو سوء الخُلُق. وفَعَلَ ذلك مثل حُساس الأيسار: وهو أن يجعلوا اللحم على الجمرِ. والحُساس: مثل الجُذاذ من الشيءِ. وكُسارُ الحجر الصِغار: حُساس، قال يصف حجر المنجنيق: شظيَّةٌ من رَفْضِهِ الحُساسِ *** تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئمِ التَّرّاسِ وقال ابن عبّاد: إذا طلبتَ شيئًا فلم تجده قُلْتَ: حَسَاسِ -مِثال قَطَامِ-. وأحسَسْتُ به أي أيقنتُ به، وربَّما قالوا: أحَسْتُ به؛ فألقوا إحدى السِّينَيْنِ استثقالًا، وهو من شواذ التخفيف. وكان أبو عبيدة يروي قول أبي زُبَيد الذي أنشدتُه آنفًا: "أحَسْنَ به"؛ وأصلُه أحْسَسْنَ. وأحسَسْتُ الشيء: وجدْتُ حِسَّه. وقال الأخفش: أحْسَسْتُ: معناه: ظننتُ ووجدتُ، ومنه قوله تعالى: {فَلَمّا أحَسَّ عيسى منهم الكُفْرَ}، وقيل: معناه عَلِمَه، وهو في اللغة أبصَرَه، ثم وُضِعَ موضع العلم والوجود. وقوله تعالى: {هل تُحِسُّ منهم من أحَدٍ} أي هل ترى. ويروى في الحديث الذي قد رَوَينا: متى أحْسَسْتَ أُمُّ مِلْدَمِ: أي متى وجدتَها ومتى أحسَسْتَ مسَّها. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تَحَسَّسُوا ولا تَجَسَّسُوا». قال إبراهيم الحربي -رحمه الله- في غريب الحديث من تأليفه: التحسُّسُ: الاستماع لحديث القوم، والتَّجسُّس: البحث عن عوراتهم، وهذا من البحث عن الشيء وطلب معرِفَتِه، كما قال الله عزَّ وجل: {يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا من يُوسُفَ وأخِيه} أي اطلبوا عِلْمَ خَبَرِه بِمِصْرَ. وقال غيره: التَحَسُّس: في الخير، والتَجَسُّس: في الشر. وقال ابن الأنباري: إنَّما نَسَقَ أحدَهُما على الآخر لاختلاف اللفظين، كما قالوا: بُعْدًا وسُحْقًا. والانْحِسَاسُ: الانقلاع والتَّحَاتُّ، يقال: انْحَسَّت أسنانُه، قال العجّاج: في مَعْدِن المَلْكِ الكريمِ الكِرْسِ *** فُرُوعِهِ وأصْلِهِ المُرَسِّ ليس بمقلوعٍ ولا مُنْحَسِّ *** وحَسْحَسْتُ اللحمَ: إذا جَعَلْتَهُ على الجَمْر؛ مثل حَسَسْتَه. وحَسْحَسَ: إذا توجَّعَ. وتحَسْحَسَت أوبار الإبل: سقطت. وتحَسْحَسَ للقِيام: تحرَّكَ. والتركيب يدل على غَلَبَةِ الشيء بِقتلٍ أو غيرِه؛ وعلى حكاية صوت عند توجُّع وشِبْهِه. حُسْنُس -بالضم-: لقب أبي القاسم علي بن محمد بن موسى بن سعيد بن مهدي المُقرئ المعروف بابن صُفدان الأنباري، من أصحاب الحديث. رجل حِيَفْس -مثال هِزَبْر-: قصير غليظ؛ عن ابن السكِّيت. قال الأغلب العِجلي: لست من الأظماء بابن الخِمْسِ *** ولا القصير الهِمَّةِ الحِيَفْسِ وقال ابن دريد: رجل حِيَفْس وحِيَفْسَأ: ضخم لا خير عنده، ويقال: حِيَفْس لِيَفْس: إتْباع. وقال غيره: حَفَيْسَأ وحَفَيْتَأ. وحَفَسَ يَحْفِسُ: إذا أكل. وقال ابن عبّاد: قيل الحِيَفس: الأكول البَطين، وهو أيضًا: الذي يغضب من غير شيء ويرضى من غير شيء. قال: ورجل حَفَاسِي: مثل حَفَيْسَأ. قال: والحَيْفَس -مثال صَيْقَل-: المُغْضَبُ. والتَّحَيْفُس: التَّحَلْحُلُ، وقال غيره: التَّحَرُّكُ على المَضْجَعِ. ورجُلٌ حِيَفْسي وحَيْفَسِي وحَفَاسِي: ضخم لا خير عنده. الحَفْدَلِس: السَّوداء. يقال للبذيئة القليلة الحياء: حِنْفِس وحِفْنِس. وقال الأزهري: المعروف عندنا بهذا المعنى: عِنْفِصٌ. وقال ابن عبّاد: الحِنْفِس: الصغير الخَلْقِ، والحِفْنِس: قريب من الحِنْفِسِ. والحَفَنْسَأُ -مهموزًا-: القصير الضخم البطن. الحِلْس: كِساءٌ يكون على ظهر البعير تحت البرذعة؛ ويُبْسَط في البيت تحت حُرِّ الثياب، وجمعه: أحْلاس وحُلُوس وحِلَسَة؟ عن الفَرّاء-. ويقال: فلان حِلْسُ بيته: إذا لم يبرح منه. ومنه حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: كُن حِلْسَ بيتك حتى تأتيكَ يدٌ خاطئة أو مَنِيَّةٌ قاضيَة. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنَّ امرأةً تُوُفّي عنها زوجها؛ فاشتكت عينها فأرادوا أن يداووها، فسُئِلَ عن ذلك فقال: كانت إحداكُنَّ تمكث في شرِّ أحلاسِها في بيتِها إلى الحَوْل، فإذا كان الحَوَل فَمَرَّ كلبٌ رَمَتهُ بِبَعرة ثمَّ خَرجَت، أفلا أربعة أشهرٍ وعشرا. أي كانت في الجاهلية إذا أحَدَّت على زوجها اشتمَلَت بهذا الكِسَاءِ سنةً جرداء». وفي حديثه الآخر: أنَّه ذَكَرَ الفِتَنَ حتى ذَكَرَ فتنة الأحْلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فِتنة الأحْلاس؟ قال: هي هَرَبٌ وحَرَبٌ؛ ثم فتنة السَرَّاء دَخَنُها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعُمُ أنّه مني وليس منّي؛ إنّما أوليائي المتَّقون، ثم تصطَلِحُ على رجل كَوَرِكٍ على ضِلَعٍ، ثم فتنة الدُّهَيماء لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلاّ لطَمْتَه. كأنَّ لها أحْلاسًا تَغشَّيها الناس لِظُلمَتِها والْتشباسِها، أو هي ذات شرور ودَوَاهٍ راكِدَةٍ لا تُقلِعُ بل تِلْزَمُ لزومَ الأحْلاسِ، والسَّرّاءُ البطحاء. ومنه حديثه الآخَر: مَرَرْتُ على جَبْرَئيْلَ ليلةَ أُسرِيَ بي كالحِلْسِ من خَشيةِ الله. وأنشد ابن دريد: ولا تَغُرَّنَك أحقادٌ مُزَمَّلَةٌ *** قد يُضرَب الدَّبَرُ الدامي بأحْلاسِ وقال: هذا مَثَلُ يُضرب للرجل الذي يُظهر لك البِشرَ ويُضمِر غير ذلك. وفي حديث معاوية -رضي الله عنه-: أنَّه دخل عليه الضَّحّاك بن قيس -رضي الله عنه- فقال: تَطاوَلْتُ للضَحّاك حتى رَدَدْتُهُ *** إلى حَسَبٍ في قومِهِ مُتَقَاصِرِ فقال الضَّحّاك: قد عَلِمَ قومنا أنّا أحْلاس الخيل، فقال: صدقت؛ أنتم أحْلاسُها ونحن فرسانها. أرادَ: أنتم راضَتُها وساسَتُها فتلزمون ظهورَها أبَدًا، ونحن أهل الفروسيّة. ويَحتَمِل أنْ يذهَبَ بالأحلاس إلى الأكسية؛ ويريد أنَّكم بمنزلتها في الضَّعَةِ والذِّلَّةِ، كما يقال للمُسْتَضعَف: برذَعَة ووَلِيَّة. وفي حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: أنه مَرَّ بالناس في معسكَرِهشم بالجُرْفِ، فجعل يَنْسُبُ القبائل حتى مرَّ ببني فَزَازَة، فقام له رجل منهم، فقال له أبو بكر -رضي الله عنه-: مرحبًا بكم، قالوا: نحن يا خليفة رسول الله الله أحْلاس الخيل وقد قدناها معنا، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: بارك الله فيكم. وقال رؤبة بن يصِف الأسد: أشجَعُ خَوّاضُ غِيَاضٍ جَوّاسْ *** في نَمِرات لِبدُهُنَّ أحْلاسْ وقال ابن دريد: بنو حِلْسٍ بُطَيْنٌ من العرب، وهم من الأزد، ينزلون نهر الملك، وقوم ينزلون دُوْتبايا وماذَرْيَنْبُو من المُبارَكِ. وحكى أبو عُبَيد في حِلْس البعير: حِلْسٌ وحَلَسٌ؛ مثال شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ. وأُمُّ حِلْسٍ: كُنْيَةُ الأتَانِ. والحِلسُ -أيضًا-: الرابع من سِهام المَيسَر. وقال ابن فارس: الحَلِس: الرابع من القِدَاح -بفتح الحاء وكسر اللام-، قال: والذي سَمِعتُه في الغريب المَصَنَّف: حِلُسٌ -بكسر الحاء وسكون اللام-. وقال ابن عبّاد: رأيتُ حِلْسًا من الناس: أي كثيرًا. وقال ابن حبيب: في كِنانة بن خُزَيمَة: حِلْسُ بن نُفاثة بن عَدي بن الدّيل بن عبد مناة بن كِنانة. قال: وحِلْسٌ: وهم عِباد دخلوا في لَخْمٍ، وهو حِلْسُ بن عامر بن ربيعة بن تَدُوْلَ. ويقال: فلان ابن حِلسِها: كما يقال ابن جدَّتِها. قال: وفي كِنانَة -أيضًا-: حُلَيس بن يَزيد. وقال الزبير بن بكّار: حُلَيْسُ بن عَلقَمَة الحارثيُّ سيد الأحابيش، وهو الذي قال النبي -صلى الله عليه وسلّم- يوم الحديبية: هذا من قومٍ يُعَظِّمونَ البُدْنَ فابْعَثوها في وجهه. والحُلَيسيَّة: ماءة لبَني الحُلَيْسِ. وقال ابن دريد في قوله: يوم الحَليسِ بذي الفقاركأنّه كلب يضرب جماجم ورقاب يعني: الحُليس بن عُتيبة. وحَلِسْت البعير أحلِسَه حلسًا -مثال ضَرَبْتَه أضرِبُهُ ضربًا-: إذا غَشَّيْتَه بِحِلْسٍ. والعرب تقول للرجل يُكرَه على عمل أو أمر: هو مَحلوسٌ على الدَّبَرِ: أي مُلْزُم هذا الأمر إلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ. وحَلَسَت السماء: إذا دام مطرها وهو غير وابِل. والحَلْسُ والحِلْسُ -بالفتح والكسر-: العهد والميثاق. وقال الأصمعي: الحَلْسُ: أن يأخُذ المُصَدِقُ النقد مكان الفريضة. وقال ابن عبّاد: المحلوس من الأحرَاج: كالمَهلوس؛ وهو القليل اللحم. والحَلساء من الشاءِ: التي شعر ظهرِها أسود ويختلِط به شعرَةٌ حمراء. قال: والحُلاساء من الإبل: التي قد حَلِسَت بالحَوضِ والمَرْتَعِ؛ من قولهم: حَلِسَ بي هذا الأمر. والحَلِسُ -مثال كَنِفٍ-: الشجاع، قال رؤبة يمدح الحارث بن سُلَيم الهُجَيمي: ذو صَولَةٍ تُرمى بك المَدَالِثُ *** إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ وهو الشجاع الذي لا يكاد يبرح. ويقال -أيضًا-: رجل حَلِس: للحريص، وكذلك: حِلْسَم بزيادة الميم -مثال سِلْغَدٍّ-؛ عن أبي عمرو، وأنشد: ليس بِقِصلٍ حَلِسٍ حِلْسَمُ *** عند البيوتِ راشنٍ مِقَمِ والأحلَس: الذي لونه بين السواد والحَمرة، وقال أبو قِلابة، ويُروى للمُعَطَّل الهَذلي يصف سيفًا: ليْنٌ حسامٌ لا يُليقُ ضَريبَةً *** في مَتْنِهِ دَخَنٌ وأثرٌ أحْلَسُ وقيل الأحلس: الذي في وسطه لون يُخالف سائر الألوان التي تكون في وسطه. والحَلَسُ أصله أن يكون موضع الحِلْسِ من البعير يخالف لون البعير؛ فيقال: أثرٌ أحْلَسُ. أي قد خالَفَ لون السيف. وقال أبو عمرو: أحْلَسُ: أي لاصِق به، من قولهم: حَلِسَ به إذا لَصِقَ به. وحَلِسَ بالمكان: إذا لزمه، وقال رؤبة يعاتب ابنه عبد الله: أقول يكفيني اعتداء المعتدي *** وأسدٌ إن شَدَّ لم يُعَرِّدِ كأنه في لِبَدٍ لِبَدِ *** من حَلِسٍ أتْمَرَ في تَزَبُّدِ والحَلاس -بالضم-: هو أبو الحُلاس بن طلحة بن أبي طَلْحة بن عبد العُزّي بن عثمان بن عبد الدار، قُتِلَ كافرًا. وأم الحلاَّس: بنت خالد بن محمد بن عبد الله بن زهير بن أُمَيّة. وأم الحلاَّس: بنت بَعلى بن أُمَيّة بن أبي عبيدة بن سعد بن زيد بن صخر ابن سُوَيد بن اباس بن الحارث بن البكّاء بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مَنَاة بن تميم. وقال ابن السكِّيت: الحَوَالِس: لعبة الصبيان العرب؛ وهي أن يُبَيَّتَ خمسة أبيات في أرض سهلة؛ ويُجمَع في كلِّ بيت خمسة بَعَرات؛ وبينها خمسة أبيات ليس فيها شيء؛ ثم يُجَرُّ البعر إليها. وقال الغَنَوي: الحَوَالِس لعبة يلعب بها الصبيان مثل أربعة عشر، قال: والحالس خطٌ منها. قال عبد الله بن الزبير الأسَدِيّ: وأسلَمَني حِلْمي وبِتُّ كأنني *** أخو مَرِنٍ يُلْهيه ضَربُ الحَوالِسِ وأحْلَسْتُ البعير: ألْبَسْتُهُ الحِلْسَ. وأحْلَسْتُ فلانًا يمينًا: إذا أمررتها عليه. وأحْلَسَتِ السماءُ: مطرت مطرًا دقيقًا دائمًا. والعرب تقول للرجل المُكرَه على الأمر: ما هو إلاّ مُحْلَسٌ على الدَّبَرِ: أي أُلْزِمَ هذا الأمر إلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ. وسيرٌ مُحْلِسٌ: لا يُفَتَّرُ عنه، قال: ومَهْمَهٍ ليس به مُعَرَّسُ *** وتحت أعلاقِ القتود عِرْمِسِ كأنَّها والسَّيرُ ناجٍ مُحْلِسُ *** أسْفَعُ مَوْشِي شواهُ أخْنَسُ وأرض مُحْلِسَة: إذا صار النبات عليها كالحِلسِ لها، ومكان مُحلِس. وقال أبو عمرو: الإحلاسُ: غَبن في البيع إذا غَبَنَه. وقال ابن عبّاد: المُحْلِسُ: المُفْلِسُ. واستَحْلَسَ النَّبْتُ: إذا غطى الأرض بكَثْرَتِه؛ مثل أحلَسَت، يقال: عشبٌ مُسْتَحْلِس. واسْتَحْلَسَ السَّنام: إذا رَكِبَتْه رَوادف الشحم ورَواكبه. واستَحلَسَ الخوف: إذا لم يفارقه الخوف ولم يأمَن. وفي حديث عامر بن شراحيل الشعبي: أنَه أُتي به الحجاج فقال: أَخَرَجْتَ عليَّ يا شعبي؟ فقال: أصلح الله الأمير؛ أجدَبَ بنا الجَنَابُ؛ وأحزن بنا المنزل؛ واستَحْلَسَنا الخوف؛ واكْتَحَلَنا السهر؛ فأصابتنا خَزْيَة لم تكن فيها بررة أتقياء ولا فَجَرة أقوياء، فقال: للّه أبوك، ثم أرسَله. قولُه: اسْتَحْلَسْنا الخوفَ: أي صيّرنا كالحِلس الذي يُفْتَرَش. والمُستَحلِس: الذي يبيع الماء ولا يسقيه. واحْلَسَّ احلِساسًا: صار أحْلَسَ؛ وهو الذي لونه بين السواد والحُمرة، وقد مضى ذكره. وتحَلَّسَ فلان لكذا: أي طاف له وحام به. وتَحَلَّس بالمكان: إذا أقام به. والتركيب يدل على الشيء يلزم الشيء. الحَلْبَسُ والحُلَبِس - كعُلَبِط- والحُلابِس -كعَلابِط-: الشجاع، ويقال: هو الملازم للشيء لا يفارقه، قال الكمِّيت يصف الثور وكِلاب الصيد: فلمّا دَنَت للكاذَتَين وأحْرَجَتْ *** به حَلِسا عند اللقاء حُلابِسا تَتَبَّعها بالطَّعن شَزْرًا كأنَّما *** يُبَجِّسُّ رَوْقاه المزادَ اللَّبائسا اللَّبائِس: الشِّنان. وقال ابن فارس: الحَلْبَسُ والحُلابِس: منحوتان من حَلِسَ وحَبَسَ، فالحَلِسُ: الازم للشيء لا يفارقه كأنّه حَبَسَ نفسه على قِرْنِه وحَلِسَ به لا يفارقه. والحَلْبَسُ والحُلَبِسُ والحُلابِس -أيضًا- والحِلْبيس: الأسد. وحَلْبَس بن عمرو بن عَدي بن جُشَم بن عمرو بن غنم بن تغلب: شاعر. وحَلْبَس بن حاتم الطائي: أخو عَدِيَّ لأمِّه. وأبو حَلْبَس: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، وأبوه حَلْبَس: عن معاوية بن قُرَّة. وقال ابن عبّاد: ضأن حُلْبُوْس: كثيرة، وكذلك الإبل. والحَبَلْبَس: قيل هو الحَلْبَس فزادوا فيه باءً، وأنشد أبو عمرو لنبهان: سَيَعْلَمُ مَن ينوي بلائي أنَّني *** أرِيبُ بأكنافِ النَّضيضِ حَبَلْبَسُ وقال ابن الأعرابي: حَلْبَسَ فلان فلا حَساسِ منه: أي ذَهبَ. ابن عبّاد: الحِلَفْسُ -مِثال هِزَبْر-: التَّيّاز الكثير اللحم. وهو -أيضًا-: كثير الهَبْرِ والبَضْعِ. الأحْمَس: المكان الصُّلب، وأمكنة حَمْس، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان: وكَم قطعنا من قِفافٍ حَمْسِ *** غُبْرِ الرِّعَان ورِمالٍ دُهْسِ والأحمَس: الشديد الصُّلب في الدين والقتال، وقد حَمِسَ -بالكسر- فهو حَمِس وأحْمَس؛ بَيَّن الحَمَسِ، وقوم حُمْس. وقال أبو الهيثم: الحُمْسُ: قريش ومَن وَلَدت قريش وكِنانة وجديلة قيس ومَن دانَ بدينهم في الجاهلية، سمُّوا حُمْسًا لأنهم تحمسوا في دينهم: أي تشددوا، وكانوا لا يقفون بعرفة لأنها خارج الحرم، وكانوا لا يخرجون من الحرم كانوا يقفون فيه، ويقولون: نحن أهل الله لسنا كسائر الناس فلا نخرج من حرم الله، وكانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها، ولا يستظِلُّون أيّام مِنىً، ولا يَسْلأون السَمْنَ ولا يلقطون الجَلَّة، حتى نزل قوله تعالى: {ثُمَّ أفيضوا من حَيْثُ أفاضَ الناسُ} فوقفوا بعرفة. وقال ابراهيم الحربي -رحمه الله-: سُمًّوا حُمْسًا بالكعبة لأنها حمساء وحجرها أبيض يضرب إلى السواد. وقول ساعدة بن جؤية الهُذلي: يُدعَونَ حُمْسًا ولم يَرْتَع لهم فَزَعٌ *** حتى رأوهم خلال السَّبيِ والنَّعَمِ أي لهم حُرمَة الحَمس، ويروى: "حِشْمًا" وهو حيٌّ من جُذام. وقال جُبير بن مُطعَم -رضي الله عنه-: أضلَلْتُ بعيرًا لي يوم عَرَفة؛ فإذا رسول الله؟ صلى الله عليه وسلّم- واقفًا بِعَرَفة مع الناس، فقلت: هذا من الحُمْسِ فماله خرج من الحرم. وإنَّما قال ذلك لأنّه لم يعلم بنزول هذه الآية. فأنكر وقوفه خارج الحرم. رسول الله: مبتدأ، وخبره: فإذا؛ كقولك: في الدار زيدٌ، وواقفًا: حال عمِلَ فيها ما في إذا من معنى الفعل. والأحمَس والحَمِس والحَميس: الشجاع، والحَمَاسَة: الشجاعة. وبنو أحمَس: بطن من ضُبَيعة، قال المتلمَّس: تكونُ نذيرٌ من ورائيَ جنةً *** وتنصُرَني منهم جُلَيُّ وأحْمَسُ نذير: هو نذير بن بُهثَة. وقال آخَر: فلا أمشي الضَّرَاءَ إذا أدَّراني *** ومثلي لَزَّ بالحَمْسِ الرَّبيسِ وقال رؤبة: إذا امر المَنكِبَ الرَّدوْسا *** ذا الركن والخيَّاطَةِ اللَّطوسا وكَلْكَلًا ذا بِركةٍ هَروسا *** لاقَيْنَ منه حَمِسًا حَميسا ويقال: عامٌ أحمَس: أي شديد، وسنة حِمساء، وأصابتهم سنون أحامِس وحُمْس، وانَّما قالوا أحامِس لأنَّهم أرادوا تذكير الأعوام. وأمّا قول عمرو بن مَعدي كَرِب -رضي الله عنه- يُخاطِب العباس بن مِرداس رضي الله عنه: أعَبّاس لو كانت شيارًا جيادُنا *** بتثليث ما ناصَيتَ بعدي الأحامسا فانَّه يعني قريشا. وأرَضُوْنَ أحامِسُ: أي جَدْبَة. ويقال: وقع فلان في هند الأحامِس: إذا وقع في الدّاهية أو مات، وأنشد ابن الأعرابي: فإنكم لستم بدار تُلُنَّة *** ولكنَّما أنتم بهندِ الأحامِسِ وحِماس بن ثامِل: شاعر. وذو حِماس: موضِع، قال القطامي: عفا من آل فاطمة الفرات *** فَشَطا ذي حِمَاسَ فحائلات وحَمَسَ اللحم: إذا قلاه. والحَميسَة: القَلِيَّة. والحَميس: التنّور، وقال ابن فارس: وقال آخرون هو بالشين مُعجَمة، وأيّ ذلك كان فهو صحيح، لأنه إن كان بالسين فهو من شدّة التِهاب نارِه، وإن كان بالشين فهو من أحْمَشْتُ النار والحرب. والحَميس: الشديد. وقال ابن دريد: الحَمَسَة -بالتحريك-: دابَّة من دواب البحر. والجمع: حَمَس. وقال قوم: هي السلحفاة. والعرب تقول عند الشيء تنكِره: حِمْسًا، كقولهم: جَدعًا وعقرًا. وقال أبو عمرو: الحَوْمَسيس: المهزول. وبنو حُمَيس -مصغرًا-: بطن من العرب. والحُمسة -بالضم-: الحَرْمة، قال العجّاج: ولم يَهَبْنَ حُمسةً لأحمَسا *** ولا أخا عقدٍ ولا مُنَجِّسا أي لم يهبن لذي حُرمَةٍ حُرمَةً؛ أي ركبن رؤوسهن. والتنجيس: شيء كانت العرب تفعله كالعوذة تدفع بها العين. وحَمَسْتُ الرجل حَمْسًا: إذا أغضَبْتُهُ. والحَمْس -أيضًا-: الصوت؛ وجَرْسُ الرجال، وأنشد أبو الدُّقَيشِ: كأنَّ صوتَ وَهْسِها تحت الدُجى *** حَمْسُ رجالٍ سَمِعوا صوتَ وَحَى وقال الزَجّاج: أحْمِسْتُه وحَمَّسْتُه تَحْميسا: أي أغضَبتُه؛ مثل حَمَسْتُه حَمْسا. والتَّحميس: أن يؤخذ شيء من دواء وغيره فيوضع على النار قليلًا. واحْتَمَسَ الدِّيكان واحْتَمَشا: إذا هاجا. وتَحَمَّسْتُ: تَحَرَّمْتُ؛ من الحُمسة وهي الحُرمَة؛ واسْتَغَثْتُ، قال عمرو بن أحمر الباهلي: لو بي تَحمَّسَتِ الرَّكابُ إذَنْ *** ما خانني حَسَبي ولا وَفْري واحْمَوْمَسَ: أي غَضِبَ، قال أبو النجم يصف الأسد: كأنَّ عينيه اذا ما احْمَوْمَسا *** كالجمرتين جِيلَتا لِتُقْبَسا جِيلَتا: حُرِّكَتا. والتركيب يدل على الشدَّة. الحُمَارِس: الشديد، وربّما وُصِفَ به الأسد، قال العجّاج يصف ثورًا: ذو نخوةٌ حُمارِسٌ عُرْضِيُّ *** ألَيسَ عن حَوْبائِهِ سَخِيُّ وقال ابن دريد: الحُمارِس والحُلابِس: من نعت الجريء المُقْدِم، ربّما وصف بهما الأسد. وأُم الحُمارِس البكريّة: معروفة. وقال أبو عمرو: الحُمارِس والرُّحامِس والرَّماحٍِ والقُداحِس: كل ذلك من نعت الشجاع الجريء. وقال ابن فارس: الحَمارِس منحوت من كلمتين: من حَمِسٍ ومَرِسٍ، فالحَمِسُ: الشديد، والمَرِسُ: المتمرِّس بالشيء. أبو عمرو: الحَمَاقِيس: الشدائد والدواهي. قال: والتَّحَمْقُس: التَّخَبُّث. الحِنْدِس: الليل الشديد الظُّلمة، قال اسحاق بن خلف: لولا أُميمَةُ لم أجزع من العَدَمِ *** ولم أُقاسِ الذُجى في حِنْدِسِ الظُّلَمِ وقال ابن الأعرابي: الحِنْدِس: الظُّلمة، والجمع: الحَنَادِس، قال ذو الرُّمَّة: ورَملٍ كأوراك العَذارى قَطَعتُهُ *** إذا جَلَّلَتها المُظلِماتُ الحَنَادِسُ ويقال لِلَّيالي الثَّلاث اللاتي بعد الظُّلم: الحَنَادِس. وتَحَنْدَسَ الليل: أظْلَمَ، قال العجّاج يصف الليل: وَحْفًا خُدارِيًّا كأنَّ سُنْدُسا *** ظَلماءُ ثِنْيَيْهِ إذا تَحَنْدَسا وتَحَنْدَس الرجل: أي سقط وضعف. الأصمعي: ناقة حَنْدَلِس: ثقيلة المشي. وقال الليث: هي النجيبة الكريمة. وقال ابن دريد: ناقة حَنْدَلِس وقالوا خَنْدَلِس -بالحاء والخاء-: كثيرة اللحم مسترخية. الليث: يقال للبذيئة القليلة الحياء: حِنْفِس وحِفْنِس. وقال الأزهري: المعروف عندنا بهذا المعنى: عِنْفِص. وقال ابن عبّاد: الحِنْفِس والحِفْنِس: الصغير الخَلْق. حنس ابن الأعرابي: الحَنَس -بالتحريك-: لزوم وسط المعركة شَجاعَةً. قال: والحُنُسُ -بضمَّتَين-: الورعون. وقال شَمِرٌ: الحَوَنَّس -مثال عَمَلَّس- من الرجال: الذي لا يضيمه أحد، وإذا قام في مكان لا يُحَلْحِلُهُ أحد، وأنشد: يجري النّفيُ فوق أنفِ أفْطَسِ *** منه وعَيْنَيْ مُقرِفٍ حَوَنَّسِ الأصمعي: يقال تَرَكتُ فلانًا يَحوسُ بَني فلانٍ: أي يتخلَّلَهُم ويطلب فيهم. وانَّه لَحَوَّاس عَوّاس: أي طَلاّبٌ باللَّيلِ. والذئب يحوس الغنم: أي يتخلّلها ويفرِّقُها. وحَمَل فلان على القوم فَحَاسَهُم. وفي ذِكْر أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنَّهم حاسُوا العدوَّ يوم أُحُدٍ ضربًا حتى أجهضوهم عن أثقالهم؛ وأنَّ رجلًا من المشركين جميع الأمة كان يحوز المسلمين ويقول: استَوْسِقُوا كما تَسْتَوْسِق جُرْب الغنم، فضربه أبو دُجانَة؟ رضي الله عنه- على حَبْلٍ عاتِقِه ضربةً بلغت وِركَه». وفي حديث عُمَرَ؟ رضي الله عنه-: أنَّه ذَكَرَ فلان شيئًا فقال له عمر -رضي الله عنه-: بل تَحوسُكَ فِتْنَةٌ. قال العَدَبَّسُ الأعرابي الكِنانيُّ: أي تخالط قلبك وتحثُّكَ على ركوبها، قال العجّاج: طاف الخيالان فهاجا سَقَما *** خيالُ تُكمى وخيالُ تُكْتَما مرّا بنا والليل قد تصرَّما *** بين نهارٍ وإذا ما أظلما باتا يحوسانِ وقد تجرَّما *** ليلُ التَّمامِ غير عِنْكٍ أدْهما بالخَيفِ من مكَّةَ ناسا نُوَّما *** ويَروى: "بالجِزْعِ من يَثْرِبَ". وحاسُوا خلال الديارِ وجاسوا. والخُطوب الحوَّس: هي الأمور التي تنزل بالقوم وتَغشاهم وتتخلل ديارَهم، قال الحُطَيئَة يهجو أباه وأُمَّه وبني بجاد: رَهْطُ ابن جحشَ في الخُطُوبِ أذِلَةُ *** دُسْمُ الثيابِ قناتُهُم لم تُضرَسِ بالهَمْزِ من طولِ الثَّقافِ وجارُهُم *** يُعطى الظُّلامَةَ في الخُطُوبِ الحُوَّسِ وحاسَتِ المرأةُ ذيلها حَوسًا: إذا سَحَبَتْهُ، وامرأة حَوساء الذيل، وأنشد شَمِرٌ: قد عَلِمَت صفراءُ حَوْساءُ الذَّيل والمُحْثَلُ بن الحَوْساء: شاعر. وقال ابن الأعرابي: الحَوْساء: الناقة الكثيرة الأكل، وابِلٌ حُوْسٌ. ويقال إبِلٌ حوسٌ: بطيئات التحرُّك من مرعاها. وقال ابن دريد: ناقة حوساء: شديدة النَّفْسِ. والأحوَس: الجريء الذي لا يهوله شيء، أنشد أبو زياد الكلابيُّ في نوادِرِهِ لجُنْدَب: ربّ ابن عمٍ لِسُليمى مُشْمَعِلُّ *** مستعجلٌ انَّ أخا القومِ العَجِلْ يُحِبُّهُ القوم وتَشْناه الإبل *** في الشَّوْلِ وَشواشٍ وفي الحَيِّ رَفِلْ طبّاخِ ساعات الكَرى زادِ الكَسِل *** أحْوَسَ يومَ الرَوْعِ بالرُّمْحِ الخَطِلْ ويُروى: "أحْوَسَ في الظَّلْماءِ". وقال العجّاج: وقد ترى بالدار يومًا أنَسا *** جَمَّ الدَّخِيْسِ بالثُّغُورِ أحْوَسا والأحوَس -أيضًا-: الذَّئب. والحَوْسُ في سَلخِ الإهَابِ: الكَشْطُ أوَّلًا فأوَّلًا. وإذا كَثُرَ يبيسُ النَّبتِ: فهو الحائِس. والحُواسة والحُوَيسَاء: القرابة، قال ابن عبّاد: يقال: لي في بني فلان حُوَاسَة: أي قرابة، وقيل: بِغيَةُ مُتَأنٍّ مُتَثَبَّتٍ. ويقال: وقعت بين القوم حُوَاسَة: أي طَلِبَة بِدَم أو غارة. قال: وحُواسَةُ القوم: مُجتَمعُهُم. والحُواسَة: الجماعة من الناس المختلِطة. والحُوَاسات: الإبل المُجْتَمِعَة؛ والكثيرات الأكل -أيضًا-، من الحَوْسِ وهو الأكل، قال الفرزدق: وكُوْمٍ تُنْعِمُ الأضيافَ عَيْنا *** وتُصبِحُ في مَبَارِكِها ثِقالا حُوَاساتِ العِشاءِ خُبَعْثِناتٍ *** إذا النكباءُ راوَحَتِ الشَّمالا وقال ابن الأعرابي: الإبل الكثيرة يقال لها: حَوْسى -مثال سَكْرى-، وأنشد: تبدَّلَت بعد أنيسٍ رُغْبٍ *** وبَعْدَ حَوْسى جامِلٍ وسَرْبِ وتَحَوَّسْتُ له: أي توجَّعْتُ. والتَّحَوُّس: التشجُّع. والتَّحَوُّس -أيضًا-: الإقامة مع إرادَةِ السفر؛ وذلك إذا عَرَضَ له ما يشغلُه، قال المتلَمِّس: سِرْ قد أنى لك أيُّها المُتَحَوِّسُ *** فالدّارُ قد كادَت لِعَهدِكَ تَدْرُسُ وقال ابن السكِّيت: يقال للرجل إذا تَحَبَّسَ وأبطأ: ما زال يَتَحَوَّس. والتركيب يدل على مُخالطَة الشيء ووَطْئه. الحَيْس: الخَلْط، ومنه سُمِّيَ الحَيْس، وهو تمر يُخْلَط بسَمْن وأقِطٍ ثم يعجن عجناٍ شديدًا حتى يَنْدُرَ منه نَواه واحِدة واحِدة؛ ثم يُسَوَّى كالثَّريد وهي الوطيئة -أيضًا-؛ إلاّ أنَّ الحَيْسَ ربَّما جعل فيه السَّويق، فأما في الوَطيئَةِ فلا. يقال: حاسَ الحَيْسَ يَحِيْسُه حَيْسًا، قال: التمر والسَّمن معًا ثم الأقِطْ *** الحَيسُ إلاّ أنَّه لم يَخْتَلِطْ وقال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أعتقَ صفيَّة وتزوَّجَها وجَعَلَ عِتْقَها صَدَاقَها وأوْلَمَ عليها بِحَيْسٍ. وقال الأصمعي: قال لي الرشيد: فُطِمْتُ على الحَيْسِ والمَوْزِ. وقال سيبويه والآمدي: قال هُنَيُّ بن أحمر. وقال ابن السِّيرافي: قال زرافة الباهلي. وقال أبو رِياش: قال هَمّام بن مُرَّة أخو جَسّاس بن مُرَّة. وقال الأصفهاني: قال ضمرة بن ضمرة. وقال ابن الأعرابي: انَّه قيل قبل الإسلام بخمس مائة عام. وقال ابن الكَلْبي في جمهرة النسب: قال الأحمر واسمه عمرو بن الحارث بن عبد مَناة بن كِنانة. وقال غيرهم: قال عمرو بن الغَوث بن طّيِّئٍ. قال الصَّغانيُّ مؤلف هذا الكتاب: الصحيح أنَّه لعمرو بن الغوث بن طيِّئ، وسبب هذا الشعر أنَّه بينما طّيِّئٌ، كان جالِسًا مع ولده بالجَبَلَين إذ أقبَلَ الأسود بن عفَّان بن الضَّبور الحُدَيسيُّ فقال: من أدخَلَكُم بلادي؟ اخرجوا منها، فقال طيِّئٌ: البلادُ بِلادُنا. ثم تواعدا للقتال، فقال طيِّئٌ لجُندَبِ بن خارِجَة بن سعد بن فُطرَة بن طيِّئٍ؛ وأمُّهُ جَديلَة: قاتِلْ عن مَكْرُمَتِكَ، فأبَت أُمُّهُ أن يُقاتِل، فقال طيِّئٌ لعمرو بن الغوث بن طيِّئ: فَدونَكَ يا عمرو الرجُل فقاتِلْهُ، فأنشأ يقول، وهو أوَّل من قال الشعرَ في طيِّئٍ بعد طيِّئٍ: يا طيِّئ أخبرني فلَسْتَ بكاذِبٍ *** وأخوكَ صادِقُكَ الذي لا يكذِبُ أمِنَ القضيَّةِ أن إذا اسْتَغْنَيْتُمُ *** وأمنتم فأنا البعيدُ الأجنبُ وإذا الشدائدُ بالشدائِدِ مَرَّةً *** أحْجَرْنَكُم فأنا الحبيبُ الأقرَبُ عجَبٌ لتلكَ قضيَّةٌ وإقامتي *** فيكُم على تلك القضيَّةِ أعجَبُ ولكم معًا طِيْبُ المياهِ ورِعْيُها *** ولِيَ الثِّمَادُ ورِعْيُهُنَّ المُحْدِبُ هذا لَعَمْرُكُمُ الصَّغَارُ بعينِهِ *** لا أُمُّ لي إنْ كان ذاكَ ولا أبُ أإذا تكونُ كَريهَةٌ أُدعى لها *** وإذا يُحَاسُ الحَيْسُ يُدْعى جُنْدَبُ عَجَبٌ: رفعُ بالإبتداء، ولِتِلْكَ: خَبَرُه، وقَضِيَّةً: حال. وفي المثل: عادَ الحَيْسُ يُحاس: أي عاد الفاسِدُ يَفْسَد، ومعناه أن تقول لصاحبك: إنَّ هذا الأمرَحَيْسٌ؛ أي ليس بِمُحْكَمْ ولا جيِّد وهو رديءٌ، وأنشد شَمِرٌ: تَعِيْبِيْنَ أمرًا ثم تأتين مثلهُ *** لقد حاس هذا الأمرُ عندَكِ حائسُ وأصل المثل: أنَّ امرأةً وجدت رجُلاُ على فُجُورٍ فعيَّرتهُ فُجُورَهُ، فلم تلبث أن وجدها الرجل على مثل ذلك. وقيل: انَّ رجلًا أُمِرَ بأمرٍ فلم يُحْكِمْهُ؛ فَذَمَّهُ آخر فجاءَ بِشَرٍ منه، فقال الآمِرُ: عادَ الحَيْسُ يُحَاسُ. وقال الفرّاء: يقال قد حِيْسَ حَيْسُهم: إذا دَنا هلاكهم. وقال ابن دريد: رجلٌ مَحْيُوْسٌ: إذا وَلَدَتْهُ الإماءُ من قِبَلِ أبيه وأُمِّه، أخرجه على الأصل، والوجه أن يكون مَحيسًا -مثل مَخيط-. وفي حديث أهل البيت -رِضوان الله عليهم-: لا يُحِبُّنا اللُّكَعُ ولا المَحْيُوْسُ، كأنَّه مأخوذ من الحَيْسِ وهو الخَلْطُ. وقال ابن فارس: حِسْتُ الحَبْلَ أحِيْسُه حَيْسًا: إذا فَتَلْتَه، لأنَّه إذا فَتَلَه تداخَلَتْ قواه وتَخالَطَتْ. والتَّركيب يدل على الخَلْطِ. خَبَسَ الشيء بكفَّهِ خَبْسًا: أخذه. وأسدُ خابِس وخَبوس وخَبّاس، قال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي: فما أنا بالضعيفِ فتظلموني *** ولا حَظّي اللَّفَّاءُ ولا الخسيسُ ولكنّني ضُبارِمَةٌ جَموْحٌ *** على الأقرانِ مُجتَرئٌ خَبُوْسُ وقال هشام: الخَبوس: الظَّلوم، وخَبَسَهُ حقّه: أي ظلمه وغشمه. وقال أبو ذؤيب الهُذَلي؛ ويُروى لمالك بن خالد الخُناعي؛ في صفة أسد: صعب البديهةِ مَشْبوبٌ أظافِرَهُ *** مُواثِبٌ أهْرَت الشِّدقَينِ خَبّاسُ ويروى: "جَسّاس" و "نِبراس". والخُباسة -بالضم- والخُباساء: الغَنيمة، وأنشد ابن دُريد: فلم أرَ مِثلها خُباسَةَ واحِدٍ *** ونَهْنَهْتُ نفسي بعدما كِدْتُ أفْعَلَه قال: كذا لُغَتُه "أفْعَلَه" بالنَّصبِ، وانتصابه عند البصْريِّين بإِضمار "أن". وقال لبيد رضي الله عنه: خَبَاسات الفوارس كلَّ يومٍ *** إذا لم يُرجَ رِسْلٌ في السَّوامِ والخِبس -بالكسر-: أحد أظماء الإبل، مثل الخِمْس. وخُباس -بالضم-: فرسُ فقيم بن جرير بن دارِم، قال ذُكَين بن رجاء الفُقَيمي: بينَ الخُباسيَّاتِ والأوافِقِ *** وبينَ آلِ ساطِعٍ وناعِقِ واخْتَبَسْتُ الشيء: إذا أخَذْتَه مغالَبَة. والمُخْتَبِس: الأسد. واخْتَبَسَ مالَه: ذهب به. وما تَخَبَّستُ من شيء: أي ما اغتَنَمتُ، قال العجّاج: ضخم الخُباساتِ إذا تخبّسا *** غصْبًا وإن لاقى الصِّعابَ عَتْرَسا والتركيب يدل على أخذ الشيء قهرًا وغَلَبَة. الخَنْدَريس: الخَمْر، سمِّيَت بذلك لقِدَمِهَا، ووزنه فَنْعَليل، والنون زائدة، ومنه قيل: حنطةٌ خَنْدَريس لِقِدَمِها. وقال ابن دريد: الخَدْرَسَة: منها اشتقاق الخَنْدَريس، وليس بعربيٍ مَحضٍ، وقال أهل اللغة: الخَنْدَريس روميَّة مُعرَّبة. ابن دريد: ناقة حَنْدَلِس؛ قال: وقالوا خَنْدَلِس -بالحاء والخاء-: كثيرة اللحم مسترخية، ذكر ذلك في باب فَنْعَلِلْ، والنون زائدة.
|